ما الفرق بين الفيروسات والبكتيريا
يتضمن عالم الأحياء الدقيقة القيروسات والبكتيريا، فما هي الفيروسات؟ وما هي البكتيريا؟ وما الاختلاف بينهما؟
البكتيريا هي كائنات وحيدة الخلية تعيش حولنا وبداخلنا وتتكاثر عن طريق الانشطار، معظم البكتيريا لا تشكل ضرراً على الإنسان بالإضافة إلى أن العديد من أنواعها مفيدة للإنسان، مثل البكتيريا الموجودة داخل أمعائنا والتي تساعد في عملية الهضم، وهناك نسبة قليلة منها ضارة وتسبب الأمراض، مثل المكورات العنقودية الذهبية، التي تتسبب بالالتهابات في الجهاز التنفسي العلوي، وبكتيريا السالمونيلا والاشيرشيا كولي (E. coli و Salmonella) اللتان تتواجدان في اللحوم غير المطبوخة وتتسببان التسمم الغذائي.
في حين أن الفيروسات لا تعتبر كائنات حية، إنما هي طفيلية ضارة لأنها تحتاج إلى مضيف حي من أجل البقاء، مضيف كالخلايا الحية للكائنات، وهي تسبب أمراضاً خطيرة كالإيدز، وتتكاثر الفيروسات بمجرد ملامستها للخلايا الحية السليمة في الجسم وتنتشر في جميع أنحاء الجسم مسببةً في ذلك أمراضاً تؤثر على الجسم بشكل عام كنزلات البرد، التي تسبب آلاماً في الرأس والصدر والتهاباً في الحلق، بالإضافة إلى السعال والعطاس، وعلى الرغم من أن الفيروسات بشكل عام ضارة إلا أن هناك نسبة ضئيلة منها قد تكون نافعة.
وجدت الأبحاث أن غسل اليدين بالماء والصابون هما خط الدفاع الأول في مواجهة العدوى البكتيرية والفيروسية، ويمكن استبدالالاستعاضة عن ذلك باستخدام المعقمات والمطهرات اليدوية للتصدي للفيروسات والبكتيريا بأنواعها.
يُخطئ الكثير من الناس باعتقادهم أن الجراثيم والفيروسات هما مُسمَّيَين لكائنٍ واحدٍ؛ بالرغم من أنهما يمتلكان العديد من جوانب التشابه؛ حيث يسبّبان العديد من الأمراض المتشابهة بالأعراض، وطرقُ العدوى بهما متماثلة تقريبًا كالعطاس، والسعال، والملامسة، والأطعمة أو المشروبات الملوثة، والاحتكاك بسوائل المصاب كالدم، والقيء، واللعاب والبول.
وعليك التفريق بين البكتيريا والفيروسات وكيفية علاج كلٍّ منها:
فالبكتيريا أو الجراثيم: هي كائناتٌ حيّةٌ وحيدةُ الخليةِ لا تحوي نواةً، ذات بنيةٍ بسيطةٍ جدًا، وهي صغيرةٌ لا تُرى بالعين المجردة بل تحتاجُ إلى المجهر الضوئي على الأقل لتراها، ويتراوح حجمها بين 200-1000 نانومتر، تتكاثر بالانشطار اللاجنسي وتُعطي أعدادًا هائلةً نسميها مستعمراتٍ، يمكن أن تتواجد في كلِّ مكانٍ بما فيه الهواء والتربة وداخل الأجسام الحية، ولها عدةُ أنواعٍ:
- البكتيريا النافعة داخل الجسم: تُكتسبُ أثناء الولادة، وتلعبُ أدوارًا مهمةً في الحفاظ على صحة الكائن الحي.
- البكتيريا النافعة خارج الجسم: تمدُّ البكتيريا الموجودة في التربة النباتات بالمواد الآزوتية المهمة لحياتها، ويُساعدُ نوعٌ آخر النباتات على امتصاص ضوء الشمس وتحويله لغذاء، كما تُفيد البكتيريا اللبنية في تصنيع الألبان والأجبان والمخللات.
- البكتيريا الممرضة داخل الجسم: توجد بعض البكتيريا الضارّة بأعدادٍ قليلةٍ جدًا في جسم الإنسان، ويختلّ توازن أعدادها في الوقت الذي يضعفُ فيه الجهاز المناعيُّ؛ فتُسبّب العديدَ من الأمراض بدءًا من العدوى البسيطةِ ووصولًا إلى الالتهابات في الأعضاء المهمّة كالقلب والرئتين أو السرطانات حتى، كما أن البكتيريا النافعة قد تُصبح انتهازيةً وممرضةً في بعض الحالات.
- البكتيريا الممرضة خارج الجسم: يمكن أن يلتقطها الإنسان من الخارج، وتصيب البشر، والحيوانات، والنباتات، أو الفطريات، وتسبب العديد من الأمراض كالكوليرا والالتهاب الرئوي والسّل والسّيلان وغيرها.
بينما تُعتبرُ الفيروسات مخلوقاتٍ شديدةَ الصغر، وأصغر بكثيرٍ من البكتيريا، ولا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني، حيث يتراوح حجمها بين 20-400 نانومتر، وبنيتها بسيطةٌ للغاية، وتتألف من مادةٍ وراثيةٍ مغلفةٍ بغلافٍ بروتينيٍّ وبعضها مغلفٌ بغلافٍ ليبيديٍّ إضافيٍّ؛ وبذلك هي كائناتٌ لا خلويةٌ.
ويحتاجُ الفيروس إلى اجتياح خليةٍ حيّةٍ ليُسخرها في عملية تضاعفه ويُحدِثَ تغيراتٍ بمادتها الوراثية ويقتلها بالنهاية، يُصيبُ البشر، والحيوانات والنباتات، والفطريات، وحتى البكتيريا. وتُعتبر الأمراض التي يسببها كالإيدز وشلل الأطفال والجدري صعبةَ العلاج؛ بسبب تغييره المستمر لمادته الوراثية وتطوير مقاومةٍ على الأدوية وإحداثه لآفاتٍ أخرى تفتكُ بالجسم، وتختلفُ الأعراضُ حسبَ نوعِ الخلية ونوعِ الفيروس.
ويُعتبر من الأخطاء الشّائعة والفادحة معالجةُ البرد الشائع أو الزكام الذي يسببه فيروسٌ بالمضادات الحيوية القاتلة أو المثبطة للجراثيم، فبهذا الفعل تعطي الفرصة للجراثيم بتطوير مقاومةٍ على الصادات وتقتل البكتيريا النافعة المتعايشة مع الجسم، ويخرج الفيروس سليمًا ويحصل التحسن بفضل مقاومة الجهاز المناعيّ فقط.
وتتمثل العلاجات المتوفرة للأمراض الفيروسية بالمضادات الموقفة لعمل الفيروس أو اللقاحات.
على الرغم من أن أغلب الأمراض التي تُصيب الإنسان مُسببها الأول الكائنات الحية المجهرية إما الفيروسات أو البكتيريا، وعلى الرغم من أنّ الجميع يخالط ويظن أنّ الفيروسات والبكتيريا هي نفس الشيء، إلّا أنّ هذا الاعتقاد خاطئ فكل منهما كائن بحد ذاته (صحيح هناك بعض التشابهات)، ولكن هذا لا يعني أن نعتبرهما كائنًا واحدًا. فكلاهما ذو حجم ضئيل جدًا لا يُرى بالعين المجردة، وتتكاثر خلال مدة زمنية قياسية، وبسرعة محدثًة أضرارًا كبيرة لجسم الإنسان.
البكتيريا: أو كما تُعرف بأنها أول أشكال الحياة فقد يُرجّح ظهورها إلى 3.5 بليون سنة، وهي كائنات حيّة دقيقة ضئيلة لا يتجاوز حجمها 10-0.2 ميكرومتر أي ما يعُادل 0.001 ميلليمتر، وهي وحيدة الخلية اعتادت الاستقلال والاعتماد على نفسها. وتتكون خليتها الوحيدة من غشاء خلوي مخصص لحماية أكبر، وسيتوبلازم الذي يحتوي على مادة الخلية الوراثية، وشعر قصير أشبه بالعصا الصمغية لتساعد البكتيريا على الالتصاق، وفي أغلب الأحيان تغطي محيطها الخارجي بكبسولة تحتوي على مادة مخاطية بمثابة درع وقاية.
أمّا الفيروسات: فهي ليست خلايا، كما هو الحال مع الفيروسات، إنما عبارة عن جزيئات ذات طبيعة معدية. وتتكون من مواد وراثية يُحيط بها غشاء واقي ولا تمتلك أي أجهزة خلوية لتتكاثر أو تولد طاقة لنفسها. والفيروسات أصغر بكثير من البكتريا فحجمها لا يزيد عن 1% من حجم البكتيريا. وهي لا تتكاثر بدون مساعدة فعند دخول الفيروس إلى الجسم فإنّه يُسيطر على الخلية المُضيفة ويُسخرها لتكون فيروسات جديدة.
وبهذا الشكل من المتوقع أن تكون عرفت الفرق الشاسع ما بين البكتيريا والفيروسات ونقاط التشابه بينهما.
تتنوع الكائنات الحية على هذا الكوكب، لتتعايش وتتكاثر كلّ في ظرفه، منها المفيد ومنها الضار، بأحجام وتكوينات مختلفة، ومن الكائنات التي لا ترى بالعين البشرية البكتيريا والفيروسات، التي توجد في كل مكان وبأعداد هائلة.
البكتيريا: طلائعيات النوى من أصغر الخلايا وأبسطها وأقدمها، مادتها الوراثية حرة وتطفو على سطحها ،قد تكون هذه الكائنات أحادية الخلية على شكل كرة أو قضيب.
يوجد نوعان من البكتيريا، سالبة الغرام وإيجابية الغرام، والفرق بينهما هو الغشاء الخارجي الإضافي الموجود في البكتيريا السالبة الغرام، والذي يشكل خط دفاع إضافي يجعل هذا النوع من البكتريا أقوى وأكثر مقاومة، توجد البكتيريا في نظام الهضم البشري وفي التربة، وتتكاثر عن طريق الانشطار الثنائي ثمّ تشكل جدار خلوي جديد.
الفيروسات: هي عبارة عن مجموعة جزيئات مختلفة، تتكون من مادة وراثية وغلاف بروتيني وطبقة دهون، لها أشكال وأحجام متباينة، لا تتكاثر الفيروسات من تلقاء نفسها لذا لا تعتبر حيّة، لكنها تعيش على الأسطح ولوقت محدد، تحتاج الفيروسات أن تدخل إلى الخلايا الحيّة لتستطيع التكاثر، وعند دخولها تسيطر على جميع المواد الخلوية وتجبر الخلية على إنتاج فيروس جديد.
وتقسم حياة الفيروس إلى مراحل، تبدأ بدخوله إلى الخلية المضيفة، قم تكرار الجينوم الفيروسي، وبعدها يتم إنتاج بروتينات فيروسية جديدة.
يكمن الفرق بين البكتيريا والفيروسات بكون البكتيريا خلايا حية حرة تعيش داخل الجسم أو خارجه، في حين أنّ الفيروسات عبارة عن مجموعة جزيئات غير حية تحتاج إلى مضيف لتبقى على قيد الحياة. ومن المهم معرفة الفرق بينهما وذلك يعين الأطباء على تحديد نوع المرض إن كان فيروسياً أو بكتيرياً، فالفيروسات لا تعالج بالمضادات الحيوية ولا البكتيريا تعالج بمضادات الفيروسات.