ما افضل قصة عن التنمر

عند سماع كلمة “تنمر” أول ما يخطر لنا هو أطفال قساة يجعلون حياة طفل آخر مستحيلة، فما هي أفضل قصة عن التنمر؟

2 إجابتان

طبيعة النفس البشرية تحب وتكره ولكن الضوابط الاجتماعية والأخلاقية لدى الفرد هي التي تكبّل الشخص لكي لا يؤذي الآخرين، فاحترام الآخرين من احترام ذاتك، والخروج عن هذه القاعدة هو أحد المشاكل النفسية التي اجتاحت المجتمعات وخاصةً في الآونة الأخيرة وتُعرف باسم التنمر.

التنمر هو سلوك عدواني يعبر عن اختلالٍ نفسي، أو نقصٍ ما عند فاعله. ويكون بتوجيه الإساءة والعنف والإيذاء لفردٍ أو مجموعة من الأفراد من قبل غيرهم.

تتعدد الأماكن والمشكلة واحدة، إن كنت في المدرسة، أو في الجامعة، أو في مكان العمل، أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبح التنمر وباءً ينخر بعقول الجميع في المجتمع، وعلى وجه الخصوص طلاب المدارس والجامعات. يجدون بتقليل قيمة الآخرين تسلية وتفريغ عن النقص الأخلاقي الموجود عندهم، كما يأخذون من مشاكل غيرهم نجاحًا لهم.

تنطوي أسباب التنمر على مجموعةٍ من الظروف الحياتية،  تندرج أغلبها تحت طريقة الحياة التي عاشها  المتنمر في سنواته الأولى، وما نتج عنها من مشاكل نفسية مثل قلة الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات ،والتعجرف، والغيرة من الآخرين، وتلعب المشاكل المنزلية دورًا أساسيًا في هذه المشاكل النفسية. وغالبًا ما يكون المتنمر هو ضحيّة لتنمر سابق.

للتنمر نتائج سلبية على كل من المتنمر والضحية، وخاصةً عند الأطفال، فغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين أصبحوا ضحيةً للتنمر من الإحباط والقلق، و كرهٍ للأشخاص، وغيرها من المشاكل النفسية الخطيرة. كما من الممكن أن تتفاقم هذه المشاكل لكره الذات ومحاولة الانتحار. بينما يعاني أغلب المتنمرين من مشاكل تتمحور حول الخروج عن القانون كتعاطي المخدرات والدخول في عمليات إجرامية.

قصص التنمر كثيرة منها ما أودى بضحيته للبؤس، ومنها ما أعطاها القوة والدافع للنجاح، لك هذه القصة لتأخذ منها درسًا.

كنت طالبًا في المدرسة الإعدادية، أجلس في وحدتي ناظرًا إلى زملائي يلعبون معًا، كنت معجبًا بتعرقهم، بينما أنا لا أستطيع الانضمام لهم بسبب سمنتي، وذاك الشخص الذي كان دومًا ينعتني بصفة “العجل”، كان حضن أمي وطعامها اللذيذ هو ملجأي الوحيد. ومع مرور السنين لم يتغيّر شيء، أتممت المرحلة الإعدادية ودخلت الثانوية وما زلت أخاف من نظرات الناس وكلماتهم. في العطلة الصيفية التي تسبق دخولي للجامعة، كنت أحاول أن أعتبرها مرحلة جديدة، اتّبعت نظامًا غذائيًا، وذهبت لصالة الألعاب وكانت النتيجة مجموعةً من الكدمات والآلام الجسدية والنفسيّة لا غير، واستمرت هذه المرحلة من حياتي إلى أن دخلت الجامعة.

كان دخولي إلى الجامعة التحدي الأكبر في حياتي، كنت أرتدي الملابس الواسعة جدًا، ظنًّا منّي أنها ستخفي سمنتي. ومن ثمّ بدأت حياتي الجامعيّة بتعرّفي على مجموعةِ شبّانٍ، لا يرون مني إلا سلوكي وتصرفاتي، حتى كدت أنسى مشكلتي الكبرى، بالرغم من تعرضي للتنمر في هذه المرحلة إلا أنني لم أعد أهتم للموضوع. مرّةً بينما كنت وأصدقائي في الجامعة لاحظ أحدهم نزول وزني، عدت إلى المنزل سألت أمي وأكدت لي الموضوع، وكنت قد نزلت 20 كيلوغرامًا وأصبحت أزِن  110 كيلوغرامًا. ومن ثم استمرّ نزولي بدون أي جهدٍ يُذكر حتى أصبحت لا أعاني من أي مشكلة، واستنتجت أن المشكلة ليست بكمية الطعام أو بالرياضة، المشكلة كلها كانت بمن حولي وتأثيرهم السلبي على نفسيتي.

لا يوجد أحدٌ كامل بلا عيب لهذا من يريد أن يجد لك عيبًا سيفعل بالتأكيد فاجعل من أذنك ممرًّا للكلمات الجميلة فقط. والفرق كبير بين النصيحة والإساءة، فالنصيحة التي لا تأتي بصيغةٍ محببة هي أقرب للإهانة، وذوق الكلام والتصرف من الأخلاقيات الإنسانية الواجبة عليك.

أكمل القراءة

قصة بيتون

تروي إحدى الأمهات قصة ابنها الذي يُدعى بيتون مع التنمر، بدأت قصتها بجملة كان بيتون فتى رائع، ذو شعر أحمر جميل وعيون عسلية تغيرت فيما بعد للأزرق، كان طفلًا مرحًا يحب الحيوانات والرحلات البرية والليغو والآيس كريم والشوكولا، قالت: كان بيتون وجهي الملائكي أصبح الآن ملاكي في الجنة.

ما افضل قصة عن التنمر

بعد ولادة بيتون في عام 2001، أمضى الثلاث أسابيع الأولى من حياته في الحاضنة على الأوكسجين النقي يتغذى من خلال أنبوب، وهنا كانت البداية فقد ترك الأوكسجين والتغذية آثارهما الدائمة على أسنان بيتون التي لم يلاحظها الأهل حينها، فقد سببت بنمو أسنان ذات لون أصفر فيما بعد.

بدأت المضايقات مع بيتون مع انتقاله للصف الثاني، وكانت عبارة عن أسئلة شخصية مثل لماذا لا تنظف أسنانك؟ لماذا أسنانك سيئة؟ مع إنها كانت نظيفة وصحية إلا أن اللون الأصفر جعلها تبدو كذلك.

كانت دائمًا تساؤلات بيتون المستمرة التي يطرحها على أمه (لماذا الناس ليسوا لطفاء؟!) التي حاولت كثيرًا تقويته ودعمه بقولها أنت طفل مميز وذكي ومحبوب، لكن كلمات أصدقائه كان تأثيرها أقوى من كلام أمه.

في عام 2013 تعرض بيتون للتعذيب من قبل بعض الأولاد في المدرسة، جعله هذا الأمر يكره الحياة ويكره البقاء فيها طويلًا، مما دعا والداه لعرضه على معالج نفسي فبدأ يتحسن، لكن هذا الحال لم يستمر طويلًا.

في السنة التالية انتقل بيتون لمدرسة أُخرى بسبب عمل والدته، التي راحت تعمل على تغيير نظرة بيتون حول وضعه وتقنعه بأنها بداية جديدة وأنها ستحمل له أيام جميلة وأن أصدقاءه القدامى شيء من الماضي ولن يعود من جديد، تحمس بيتون عند سماعه هذه الكلمات لكنه ظلَّ متوترًا.

التقى بيتون بصبي قريب منه فلديه الاهتمامات نفسها وأصبحا صديقين، لكن المضايقات والتنمر لم تتوقف في المدرسة الجديدة، فكان الاختلاف بينه وبين باقي الصبيان سببًا لذلك، لم تتطور حالته ابدًا بل استمر على نفس الحال، الفرق الذي حدث هو توقفه عن إخبار والدته بما يحدث معه.

بعد شهر من التحاقه بالمدرسة الجديدة أخبر المدير عن حالة تعرض لها، لم يفعل المدير شيء سوى نصحه بالابتعاد عن الفتى الذي تسبب بمضايقته وتجنبه، وعندما أخبر والدته بذلك تساءلت عن سبب إخفائه كل هذا قال لها لن تسطيعين فعل شيء. وصل بيتون ووالدته إلى المنزل ودخل غرفته، بعد ما يقارب 20 دقيقة ذهبت والدته للاطمئنان عليه رأته معلقًا في المروحة السقفية دون سابق إنذار.

25 دقيقة من الإنعاش القلبي لم تستطع إنقاذ بيتون، بعدها نُقل إلى المشفى لكن إصابة دماغه كانت أقوى من أن تُعالج، فقد بيتون حياته في 13 اكتوبر من عام 2014، وكان أكثر ما يؤلم أنه تبرع بأعضائه وقرنياته وجلده فأحيى 6 أشخاص.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "ما افضل قصة عن التنمر"؟