ما اثر ظاهرة كوريوليس
ظاهرة كوريوليس عبارةٌ عن وصفٍ لنمط الانحراف الذي تنتهجه الكائنات غير المقترنة بالكرة الأرضية، فهل تعلم ما أثر ظاهرة كوريوليس؟
كوريوليس هي ظاهرة انحراف الأجسام غير المتصلة بالأرض خلال انتقالها لمسافات كبيرة حول الأرض، وتكون هذه الظاهرة واضحة في السرعات العالية والمسافات الكبيرة، كما ترتبط هذه الظاهرة بحركة الأرض وحركة الجسم وخط العرض، لظاهرة الكوريوليس تأثير على العديد من الجوانب ومن أهمها:
- الطقس: تؤثر على الرياح والأعاصير، ففي نصف الكرة الشمالي يبدو الاعصار يدور بعكس اتجاه عقارب الساعة، أما في نصف الكرة الجنوبي تنحرف الأعاصير نحو اليسار فتبدو الأعاصير تدور باتجاه عقارب الساعة، أما بالنسبة للرياح عندما يرتفع الهواء الساخن عند خط الاستواء ويتجه نحو القطبين، فالرياح التي تتجه نحو القطب الشمالي تنحرف شرقًا، وعندما ينزل التيار ينتقل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي باتجاه خط الاستواء، وتسمى هذه الرياح بالرياح التجارية، كما تؤثر على التيارات المحيطية.
- على النشاط البشري: حيث يظهر تأثيرها بشكل كبير على مسار الطائرات والصواريخ، وبناءً عليه يتوجب على الطيارين، وموجهي الصواريخ أخذ هذه الظاهرة بالحسبان عند وضع مسارات الطائرات أو إطلاق الصواريخ لمسافات طويلة.
- تؤثر كوريوليس على علم المحيطات ودوران الغلاف الجوي والأرصاد الجوية.
- ولها تأثير على الفيزياء الفلكية وحركة النجوم، ولها أثر واضح في حركة البقع الشمسية، وعلى الكواكب الأخرى.
يصف كوريوليس نمط الانحراف الذي تتبعه الأشياء التي ليست على الأرض (كالطائرات والتيارات الهوائية) عندما تنتقل لمسافة طويلة حول الكرة الأرضية، وهو المسؤول عن الكثير من أنماط المناخ على نطاق العالم.
يتمحور أساس ظاهرة كوريوليس في “دوران الأرض”، وبصورة أدق، أن الأرض تدور عند خط الاستواء بشكل أسرع منه في القطبين. تكون الأرض أكثر عرضًا عند خط الاستواء، لذلك للقيام بدورة خلال 24 ساعة فقط، تكون السرعة في المناطق الاستوائية حوالي 1600كم/ ساعة، أما قرب القطبين فتدور الأرض ببطئ، بسرعة 0.00008كم/ساعة.
مثال: لنفترض أنك تقف على خط الاستواء، وتريد رمي كرة لصديقك الموجود في منتصف أمريكا الشمالية. إذا رميت الكرة بخط مستقيم سيبدو أنها ستهبط يمين صديقك لأنه يتحرك بشكل أبطأ ولن يلحق بها.
لنفترض أنك تقف في القطب الشمالي، وألقيت الكرة لصديقك، سيبدو مرة أخرى أنها ستهبط إلى يمينه، والسبب هذه المرة لأنه تحرك بشكل أسرع منك، وسبق الكرة.
في كل مكان ستلعب فيه لعبة الإمساك بالكرة في نصف الأرض الشمالي، ستنحرف الكرة إلى اليمين.
هذا الانحراف المرئي هو “ظاهرة كوريوليس”. تتدفق السوائل عبر مسافات كبيرة، مثل التيارات الهوائية، بشكل يشابه مسار الكرة، ستظهر أنها تنحرف إلى اليمين في النصف الشمالي، وإلى الجهة المعاكسة أي اليسار في النصف الجنوبي.
ويعتمد تأثير ظاهرة كوريوليس على السرعة (سرعة الأرض وسرعة الجسم أو السائل المنحرف بفعل ظاهرة كوريوليس)، ويظهر بشكل أوضح مع السرعات العالية أو المسافات الطويلة.
تأثير كوريوليس هو أحد الظواهر الفيزيائيّة التي تندرج تحت الميكانيكا الكلاسيكيّة، والتي تعطي وصف دقيق للتشوّه الظاهريّ والانحراف في حركة الأجسام وذلك عند رصدها من إطار مرجعي دورانيّ، فعلى سبيل المثال سطح الأرض يُعتبر نموذجًا للإطار المرجعي الدورانيّ، لأنّ الأرض تدور حول محورها الثابت، وعلى كل الأحوال يعود اسم هذه القوة أو التأثير إلى عالم الرياضيات الفرنسي غوستاف غاسبارد كوريوليس في العام 1835، حيث وجد غوستاف أنّ عند دراسة حركة أي جسم متحرك ضمن إطار مرجعيّ دورانيّ باستخدام قوانين نيوتن للحركة كانت النتائج دائمًا ما تترافق مع وجود قوة قصور ذاتي.
تظهر تأثيرات كوريوليس في العديد من الظواهر الطبيعيّة التي تحدث على سطح الكوكب والتي تشمل ما يلي:
- تؤثّر بشكل كبير على حركة التيارات البحريّة.
- تحفّز تشكّل العواصف والأعاصير من خلال دورانها في عدّة اتجاهات في كل من نصفي الكرة الأرضيّة.
- تؤثّر على تشكّل مختلف أنماط الطقس.
- تأثيرها على مسار الطيران في الرحلات الجويّة الطويلة.
- تحديد مسار الرصاصات بالنسبة للقناصين لإصابة الأهداف بشكل دقيق.
- الفيزياء الفلكيّة وحركة النجوم، بكونها القوّة الأساسيّة المسؤولة عن الحركة الدورانيّة.
- لها تداخلات في أنواع العلوم المختلفة مثل الجيولوجيا الفيزيائيّة والأرصاد الجويّة وغيرها.
كوريوليس ظاهرة غريبة جداً تؤثر على على الطقس وعلى التيارات البحرية، بل وتؤثر على السفر والملاحة الجوية، لكن على الرغم من أهمية هذه الظاهرة إلا أن كثيرون لم يسمعوا بها، وبكلمات أسهل إن اثر ظاهرة كوريوليس يجعل الأشياء كالطائرات أو التيارات الجوية التي تنتقل لمسافات بعيدة وطويلة حول الأرض تبدو وكأنها تتحرك في منحنى بدلاً من التحرك بخط مستقيم.
وتكمن غرابة هذه الظاهرة بأن أجزاء من الأرض تتحرك بسرعات مختلفة لكن ماذا يمكن أن يعنيه ذلك. تستغرق الأرض أربع وعشرين ساعة لتدور مرة واحدة، فإذا كنت تقف على يمين القطب الشمالي أو الجنوبي، هذا يعني أنه سيستغرق 24 ساعة للتحرك في دائرة يبلغ محيطها حوالي ستة أقدام، أي 0.00005 ميل في الساعة.
عند الانتقال لأسفل خط الاستواء تصبح الأمور مختلفة، فلا تزال الأرض تستغرق 24 ساعة للقيام بالدوران، لكن هذه المرة ستسافر حول محيط الكوكب بأكمله، ويبلغ طوله 25 ألف ميل، أي أنك تسافر لما يقارب 1040 ميل في الساعة بمجرد التوقف هناك.
على الرغم من أننا جميعاً على الكرة الأرضية، إلا أن المسافة بيننا وبين خط الاستواء تحدد سرعتنا الأمامية، فكلما ابتعدنا عن خط الاستواء تحركنا بشكل أبطأ.
تأتي هذه الظاهرة لتمنعنا من الانتقال في خط مستقيم، فمثلاً يوحد شخص على متن قطار بسافر بأقصى سرعة ويمر أيضاً بقطار آخر يتحرك بشكل أبطأ قليلاً، لسبب غامض يريد الشخص تسديد كرة على القطار الثاني، يسدد تسديدة جيدة لكن يخطئ بالتصويب، فالكرة ستنتقل للجانب ولن تصل للنقطة المطلوبة، وذلك لأن الكرة تتخرك في اتجاه وسرعة القطار الذي يستقله وليس ما يريد تصويب الكرة عليه.
لنتخيل أن هذه القطارات هي الأرض عند خطوط عرض مختلفة ونضيف قطار ثالث، ليصبح القطاران الأخيران هما المناطق الاستوائية الشمالية والجنوبية، أما الأول فهو خط الاستواء، فكلما ابتعدت عن خط الاستواء، كلما تحركت بسرعة أبطأ. كما تؤثر ظاهرة كوريوليس على العواصف والأعاصير، فالأعاصير الكبيرة والشديدة هي أنظمة ضغط منخفض، أي أن تلك الأعاصير تمتص الهواء لمركزها.