ماذا يسمى صوت الغراب
الغراب من الطيور الجارحة المميّزة، الذي يشتهر بصوته الفريد من نوعه ولونه الأسود الداكن، كما يُعتبر من أذكى أنواع الطيور ، وللغراب وصوته دلالات دينيّة مختلفة، فهل تعرف ماذا يُطلق على صوت طائر الغراب؟
الغراب هو طير أسود معروف بذكائه وقدرته على التكيف ويسمى صوته الذي يتميز بأنه مرتفع “نعيقًا” وتعتبره بعض الشعوب نذير شؤم بسبب بعض الأساطير، بينما تعتبره شعوب أخرى كالشعب الأمريكي طيرًا محتاًلا، وفي الأساطير يُصور الغراب على أنه إله الحرب.
ينتمي الغراب إلى صنف “الغرابيات” الذي غالبًا ما تتواجد الأنواع المنتمية إليه في الغابات والمناطق الجبلية وشبه الجبلية والمناطق الزراعية. ويوجد أنواع كثيرة للغربان وتختلف في الحجم وشكل وطول المنقار وأشهر أنواعه:
- الغراب الأمريكي
- غراب البين
- الغراب البلدي
- الغراب الهندي الذي يقطن المنازل
- الغراب الكوبي
- الغراب ذو الرقبة البيضاء
- الغراب ذو الرقبة البنية
- الغراب الاسترالي
- غراب الغابة
- الغراب المقنع
وقد استطاع العلماء تدريب بعض الغربان على التقليد على بعض الجمل وعلى تقليد أصوات أصحابهم وعلى تمييز وجوه البشر وعلى العد حتى الرقم 9. ويعيش الغربان في أسراب وهو شريك مخلص يعيش مع شريكته مدى الحياة.
يتغذى طائر الغراب على المحاصيل الزراعية وعلى بعض أنواع الفاكهة والحشرات والحيوانات الصغيرة والرخويات والطيور الأخرى والقمامة. ويخزن الغراب طعامه داخل الأرض أو في الشجر. وتكون عملية الصيد عند الغربان بشكل جماعي وتجتمع مع بعضها في الشتاء لكي تشعر بالدفء وتحمي نفسها.
الغربان في كثير من الأساطير على مر الزمان تعتبر دليلًا على الخير عند البعض، وعند شعوب أخرى نذير شؤم يصل إلى حد استشعار الموت عند رويته أو سماع صوته. يصنف طائر الغراب على أنه من الطيور كبيرة الحجم سوداء اللون من منقارها إلى أرجلها، يحلق على ارتفاع عالي، ويتكيف في جميع الظروف المناخية، ويكثر تواجده في الغابات والجبال الشمالية والمناطق الصحراوية في الجنوب الغربي.
تعيش الغربان على شكل مجموعات وتشكل أزواج يتعاون الزوجان في بناء العش، وأيضًا في البحث عن الطعام، وإطعام صغارهما تتغذى الغربان على الحشرات (الخنافس واليرقات) ومن مقالب القمامة، حتى أنها تعرف بسرقة طعام حيوانات أخرى تتبع طريقة مدايقة الحيوان بشد ذيله إلى أن يترك الحيوان فريسته أو طعامه، فيستغل الفرصة ويأكل هو الطعام.
تصدر الغربان صوت نعيق وخرخرة بشكل صاخب لا يفهمه إلا مجموعته، فهو يمتاز بتردد خاص بهم، ويختلف صوت كل مجموعة عن أخرى بحسب منطقة تواجدها حيث أحصوا لها مايقارب ثلاثون صوت؛ ولأن الغربان تمتاز بالذكاء استطاعت تقليد صوت البشر مثل الببغاء والبعض منها قلد مايقارب خمسين جملة، وبسبب صوته الصاخب يجعله ذا هيبة يصيب بعض البشر بالتشائم منه. تكثر أنواع الغربان ومنها: غراب النواحي، وغراب مروحي الذيل، وغراب زاغ زرعي، وغراب هاواي.
يتميز صوت الغراب بأنه مرتفع الأمر الذي جعل الناس يتشائمون عند رؤيته أو سماعه ويسمى صوته نعيقًا، وهذا الكائن يتميز بلونه الأسود الفاحم وكثيرا ما نجد أنّ هناك روايات واساطير تدور حول الغراب ومعظمها تدل على التشاؤم ويتصف طائر الغراب بكونه قادر على التكيف بظروف مختلفه وبذكائه الحاد حيث تم تدريب بعض الغربان على العد حتى الرقم سبعة بصوت مرتفع وأيضاً استطاعت بعض الغربان تعلم اكثر من مئة كلمة، وآخرين لديهم القدرة على تحدث خمسين جملة كاملة كما أنه يستطيع التعرف على الأشخاص وقادر على التواصل مع غيره من الغربان لتحذيرهم من خطر ما وتبادل المعلومات بينهم بالإضافة إلى أنّ الغربان ماهرة في التقليد، إذ إنهم يقلدون أصوات أصحابهم من أجل منادات الكلاب، أو توبيخ الخيول.
ويوجد فصيلة من الغربان المعروفة باسم (The Common Raven) التي تملك مابين خمس عشرة إلى ثلاث وثلاثين فئة من الأصوات المختلفة، كذلك للغربان دلالات عند الشعوب، فعلى مر الزمن ظهر الغربان في حكايات وأساطير كثيرة، فالغراب فأل يدل على الخير عند البعض وعلى الشؤم عند آخرين، بالإضافة إلى أنّ الآلهة المحاربة المعروفة باسم (Morrighan) غالباً ماتظهر بهيئة الغربان في الأساطير في حين أن الأمريكيين ينظرون للغربان على أنها مخادعة محتالة.
حين يموت غراب تقيم له باقي الغربان جنازة حزناً عليه وتجتمع الغربان محيطةً بالغراب المتوفي غير أنها تتجمع لمعرفة سبب الموت ومعرفة من القاتل وفور معرفة القاتل تأتي المجموعة لتأخذ بثأر الغراب المتوفي وتلاحق الحيوان المفترس الذي تسبب بموته.
تُذهلنا الطبيعة دومًا بأسرارها وسحرها وجمال وغرابة معالمها، وتُعدُّ الأصوات والألحان التي يعزفها سكانها مع أشجارها وأعشابها ومياهها وهوائها من أجمل السيمفونيات، وبالرغم من أن الصوت الذي سأحدثك عنه يعتبر من الأصوات المشؤومة والجالبة للحظ السيئ في العديد من الثقافات إلا أنه لا يُمكن إنكار الحقيقة التي تقول أن صورة الأيام التي تتزاحم في سمائها الغيوم الرمادية وتهب فيها نسماتٌ قويةٌ تهز أغصان الأشجار العارية في المقابر والأماكن المهجورة أو التي تتكوم فيها الجثث لا تكتمل إلا بالغناء الخشن والقاسي الصادر من طائر الغراب والذي يُضيف سحر الكآبة العجيب، ولهذا الصوت المرتفع والغليظ اسمٌ يُعبِّرُ عنه ويُدعى بـ”النعيق“، وتُطلق جميع الغربان على اختلاف أنواعها نعيقًا قويًّا يتراقص مع النسمات ليُحرك تلك اللوحة الطبيعية الساكنة والمخيفة.
ويُعدُّ الغراب طائرًا أسودًا آكلًا للحوم والنباتات معًا فهو يأكل الحيوانات الصغيرة مثل الفئران والبرمائيات والزواحف والبيض والجيف والحشرات ومفصليات الأرجل والرخويات والديدان وبعض الطيور الأخرى أيضًا، كما يتناول البذور والحبوب والمكسرات والفاكهة وأحيانًا يُعي المزارعين سبب تلف محصولهم إلى الغربان، كما تأكل من قمامة ومخلفات الكائنات الأخرى بما فيها البشر.
ويُعد طائرًا معروفًا بذكائه وقدرته على التكيف مع الظروف المحيطة به وبقدرته على عدم نسيان الوجوه التي يراها، فهو يُخزن الطعام في مخابئ خاصة به في الأشجار أو على الأرض على مدىً قصيرٍ لكي لا تفسد؛ ويستخدم صوته بذكاءٍ للتواصل مع أبناء جنسه؛ فعلى سبيل المثال إذا صادف غرابٌ إنسانًا لئيمًا فإنه يعزف لحنًا معينًا من النعيق والنقرات ليُعلم الغربان الأخرى بما اكتشفه.
ويتبع الغراب لجنس Corvus من عائلة Corvidae والتي تشمل أيضًا طائر العقعق، ويوجد حوالي 40 نوع من الغربان ويمتلك كل منها أحجامًا وأشكالًا مختلفةً نسبيًا فيبلغ قياس الغراب الأمريكي حوالي 17.5 بوصةً أي ما يُعادل حوالي 45 سم، ويكبره غراب السمك بالحجم فيبلغ حجمه حوالي 19 بوصة أي 48 سم، بينما يصل حجم الغراب الشائع إلى 27 بوصة أي 69 سم، تنتشر الغربان في جميع أنحاء العالم وتُفضل المناطق المفتوحة مثل الأراضي الزراعية والمراعي والسهول النهرية كما يُمكن أن تراها في أحياء الضواحي، ويُمكن أن تعيش بعض الأنواع بشكلٍ منفردٍ بينما تُفضل أنواعٌ أخرى العيش ضمن تجمعاتٍ كبيرةٍ تتغذى سويًا وتحزن لدى موت أحد أفرادها وتتجمع حول فقيدها كحدادٍ وكطريقةٍ لاكتشاف سبب موته.