لماذا يرتدي المحامي الروب الاسود
عندما تذهب إلى المحكمة أو مكاتب المحاماة ستجد المحامي يرتدي روب أسود اللون، فلماذا يرتدي المحامي هذا الروب الأسود؟
يعود أصل ارتداء الروب الأسود للمحامين؛ كما يرتدون عادةً تحت هذا الروب زيّ أو قميص أبيض، إلى القرن السابع عشر، إذ لم يكن اختيار هذه البدلة عشوائي أو بلا سبب، بل كان السبب وفاة الملك تشارلز الثاني في فبراير 1685، حيث بدأ الناس وقتها بارتداء ثوب أسود يتخلله ثياب بيضاء داخله حدادًا على وفاته، ومنذ ذلك الوقت تم تصميم هذا الزي للمحامين.
هناك سببان أيضًا وراء اختيار اللون الأسود، أولًا؛ عدم توافر ألوان أصباغ مختلفة بكميات كبيرة في العصور القديمة، على الرغم من أن اللون الارجواني سائدًا ولكنه يشير إلى الملوك، لذلك كان يتم اعتماد اللون الأسود. السبب الآخر هو إشارة اللون الأسود إلى السلطة والهيمنة، إذ يبدو الشخص الذي يرتدي اللون الأسود أكثر ثقة وقوة وتأثيرًا، وأكثر أناقة.
تقول بعض المصادر أيضًا، يرتدي المحامون الروب الأسود لأنه يُنظر إلى هذا اللون على أنه رمز للكرامة والشرف، والحكمة والعدالة، وكما تعرف، يجب على المحامين والقضاة الحفاظ على هذه القيم وعدم الإخلال بها.
الروب الأسود زي رسمي في معظم بلدان العالم، ولكن يختلف في بعض بلدان؛ مثلًا، يرتدي المحامون في كندا زيّ أحمر وأبيض، وفي بعض البلدان الأوروبية، يرتدي المحامي سترة سوداء مجنّحة فوق الروب.
القانون فوق الجميع، والحق ّيحتاج لدفاعٍ عنه كي لا يغلبه الباطل، فمنذ عصورٍ قديمةٍ خلت وحتى يومنا هذا لعب المحامون دور المدافعين عن الحق ورافعي رايته، فرسانٌ نبلاءٌ برداءٍ أسود أنيق مهيب المنظر.
تاريخيًّا تعود ثقافة ارتداء المحاميين للون الأسود إلى بريطانيا، حيث يُرجّح أنّ يعود الأمر لأحد ثلاثة أسبابٍ، فإمّا اُعتمد الرداء الأسود عام 1685م كرمزٍ للحداد على الملك تشارلز الثاني.
أو في عام 1694م بسبب جنازة الملكة ماري الثانية، حيث أنّ كلّ القضاة من مختلف الأمم في ذاك الزمان قد حضروا الجنازة مرتديين الأردية السوداء كحدادٍ عليها، وامتد الحداد على الملكة ماري الثانية لعدّة سنواتٍ بعد وفاتها مما جعل عادة الرداء الأسود أمرًا تقليديًّا في القضاء الإنكليزي.
أمّا السبب الثالث المتوقع فهو الحداد على الملكة آنا في عام 1714م، حيث اُتبع نفس التقليد في الحداد عليها. ارتدى القضاة الإيطاليون نفس اللباس الرسمي في القرن الثامن عشر مُقلّدين بذلك البريطانيين، كما أنّ السياسة الاستعمارية لبريطانيا أدّت إلى انتشار هذه الثقافة بشكلٍ عالميٍّ.
في زمننا الحاليّ، هناك اختلافاتٌ في لباس المحاكم بين بلدٍ وآخر، ففي الولايات المتحدة الأميركية يرتدي المحامون اللباس الرسمي للمحكمة، وفي أستراليا يختلف لباس المحكمة باختلاف الاختصاص القضائي، وفي إيران وأفغانستان يرتدي كبير القضاة ثوبا أبيضًا وعمامةً سوداء .
لكل مهنة رداء أو لباس معين تتميز به، والتقيد باللباس يدل الانضباط والاحتراف والفخر بما يمتهنه الفرد، فكما يرتدي الأطباء معاطفهم البيضاء، يرتدي المحامون اللون الأسود، فرداء المحامين دليل على احترام المحكمة والعدالة والولاء لها، وقد يعطي اللون الأسود انطباعًا سلبيًا، مثل الموت أو الشر أو الغموض، لكن في هذه الحالة يدل على القوة والإرادة والسلطة.
يعود سبب اختيار اللون الأسود إلى عام 1685، حيث أمرت العائلة الحاكمة المحكمة بارتداء الروب الأسود رمزًا للحداد وتكريمًا لموت الملك تشارلز الثاني في إنكلترا. كما أن ساد الاعتقاد في السابق أن العباءة (أو الروب) والشعر المستعار قادر على إخفاء هوية المحامين أو القضاة، وبالإضافة إلى الأسباب السابقة، تم إلزام المحامين و القضاة في الهند بارتداء الروب الأسود وفق قانون تم وضعه عام 1961، وذلك عند تمثيلهم أمام المحكمة العليا والسلطات، لما يعطي هذا اللون من تعظيم وتكريم واتزان.
واللون الأسود لا يدل دائمًا على السلطة، حيث يمكن أن يدل أيضًا على الخضوع، فالكهنة يرتدونه دليل على خضوعهم لله، كما هو الحال عند المحامين، فهم يخضعون لقوانين محددة وصارمة، كما يعدًّ الشريط الأبيض الذي تراه على روب المحامين رمزًا إلى النقاء والبراءة. كما أن اللون الأسود وغياب الألوان يدل على العمى، وهذا يمثل القانون، حيث يُقال القانون أعمى، فالشخص الأعمى لا يميز بين الأشخاص، وبارتداء هذا اللون دليل على أن المحامين يحاربون قضيتهم دون تحيز إلى طرف ما.
نرى في كثير من المهن، أو الوظائف والمؤسسات تعتمد على نظام موحد للباس بين موظفيها، وهذا اللباس الرسمي له دلالات خاصة تعتمدها الشركة أو حتى أنواع أُخر من المهن، مثال نرى الأطباء يلبسون الروب الأبيض وفي العمليات يعتمدون اللون الأخضر، وهكذا الأمر في جميع المهن وأنظمة المؤسسات، ومن المهن التي تعتمد على لباس معين المحامي حيث يرتدي المحامي الروب الاسود الطويل.
تاريخ الروب الأسود في لباس المحامي:
قيل إن السبب في لباس المحامي الأسود قديماً لعدم وجود الأصباغ حيث كان الملوك يرتدون اللون الأرجواني فلم يبقى سوى الأسود من الأقمشة. ومن الأقوال الأخرى أن اللون الأسود لون قوة وسلطة وله تأثير كبير في إظهار الخضوع لأن الكهنة يرتدون الأسود لخضوعهم الكامل لله سبحانه وتعالى لذلك يرتدي المحامون الأسود لخضوعهم التام للعدالة.
قبل عام 1685 كان القضاة والمحامون لا يتقيدون بلباس موحد في المحكمة، إلى أن توفي تشارلز الثاني مما دفع المحامون لدخول مرحلة حداد استمروا فيها بارتداء الروب الأسود بتصميمه الحالي إلى وقتنا الحالي.
وقيل إن السبب يعود لعام 1791 عند حصول جريمة قتل، حيث حكمت المحكمة على الشخص الذي انقذ المقتول بالإعدام رغم أن القاضي كان موجوداً وقت الجريمة، ولكن لم تكن هناك أدلة على براءته؛ ومع تأنيب الضمير عند القاضي واعترافه ببراءته، قام أحد المحامي بعدها بارتداء الروب الأسود كي يذكر القاضي بحكمه الخاطئ قديماً.
وكما هو متعارف أن اللون الأسود يدل على الأناقة والتميز، وخاصة مع ارتداء المحامي مع الروب الأسود قميصاً أبيضاً دلالة على النقاء والبراءة وهي الأمل الوحيد للمتهم.