لماذا يرتدي الطبيب الروب الأبيض
يرتدي الطبيب الروب واللباس الأبيض دائماً، وهذا اللون ملازم للأطباء منذ زمن بعيد جداً، هل تعلم لماذا يرتدي الطبيب هذا اللون؟
هو زي رسمي لتميزة عن باقي المهن ولكنها تدب علي النقاء والصفاء والرحمة يدل علي السلام فهي اسمي المهن وأهمها
للتخلص من النظرة السوداء للموت والانخراط في النظرة الصحيّة والنظيفة، بدأت المشافي بتجهيز أسرَّتهم بوسائد جديدة ذات لون أبيض واستبدلت الممرضات لباسهنَّ بلباس أبيض، وارتدى الأطبَّاءُ معاطف بيضاء جديدة والتي أصبحت رمزًا هامًا لوجه الطب الحديث.
فقد اعتاد الأطباءُ منذ القدم على ارتداء المعاطف السوداء لدورها الهام في إخفاءِ البقع والعيوب الأخرى، واستمرَّ ذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر فقد تمَّ اكتشاف البكتيريا والميكروبات التي تسببُ العدوى والمضاعفات التي تحدث بعد العمليات الجراحيّة، ونظرًا لأنَّ تأثير تلك الكائنات الحيّة على النتائج الطبيّة أصبح لهُ دورٌ مهمٌ، فقد زادت أهميّة النظافة التي ندرَ وجودَها، وكان من المهم أن يرى الأطباء أن ملابسهم لم تعد نظيفة.
ولذلك يرتدي الطبيب الروب الأبيض لأنَّه يظهر البقع ويشير إلى الزمن الذي يحتاج فيه الطبيب إلى تغيير الملابس بمجرد تلطخها، بالإضافة لذلكَ فإنَّ التغيير المتكرر يحدث نتائج جيدة تنعكس إيجابًا على نفسيّة المريض، كما يساعدُ ذلك في الحفاظ على بيئة نظيفة ومعقمة طوال الوقت.
بالإضافة الى الأهميّة والرمز الذي يشيرُ إليه اللون الأبيض فإنَّ المكانة التي نالها الروب الأبيض دفع العديد من الأشخاص العاملين في الصناعة الطبية للتساؤل “هل الرداء الأبيض يساعدُ على الشفاء”، حيثُ أنَّ العديد من المرضى يجدون الراحة في رمز المعطف الأبيض للممرضين والأطباء.
بينما كانت المعاطف في الماضي تُصنع فقط لتناسب جسم الرجل، فإنَّ الشركات المسؤولة عن تصميم المعاطف قامت بتصميم معاطف مخصّصة للممرضات والطبيبات لتناسب جسم المرأة وبأحجام مختلفة. ومع استمرار مهنة الطب في التطورِ أصبح ارتداء المعطف الأبيض دلالة على أنَّ الطبيب ناجحٌ في عمله، وذلك لأنَّه يمثل إنجازًا ومكانةً عاليةً ويضع مرتديه في مكانةٍ اجتماعيّةٍ لا يحصل عليها إلّا القليل.
لم يأتي اختيار اللون الأبيض لرداء الأطباء عن طريق الصدفة وإنّما لسبب وجيه ومدروس. ورداء الطّبيب الأبيض وجد عمومًا ليكون بمثابةِ حاجزٍ مهنيٍّ رمزي بين الطبيب ومريضه. كما أنّ له العديد من الفوائد ومن أهمّها:
- اللون الأبيض يرمز للنقاء والخير، ويوحي بالسّلام، وهو شائع الاستخدام كذلك في صناعة أردية رجال الدين رفيعي المستوى والقديسين للدلالة على علوّ المنزلة وطهارتها.
- إذًا فالرّداء الأبيض المرتّب يوحي كذلك بالنّظافة.
- يفيد ارتداء الروب الأبيض لتمييز الطّبيب في المراكز الصحّية والمستشفيات عن المرضى، ومرافقي المرضى، والطاقم التمريضي.
- وبالإضافة إلى كونه يشعر المرضى بالارتياح والأمان تجاه طبيبهم، فهو يهدف أيضًا لحماية ملابس الطبيب من الاتساخ بملوّثات الوسط المحيط ومفرزات المرضى.
- الجيوب الواسعة المرفقة بالرّوب تسهل حمل معدّات الطّبيب وأغراضه كالسّماعة، ميزان الحرارة، دفتر الملاحظات، هاتفه المحمول وغيرها.
- يفيد ارتداء الرّوب في الحفاظ على درجة حرارة الجسم في ظلّ البيئة الباردة للمستشفى.
وعلى الرّغم من جميع هذه الفوائد، ونظرًا لأنّ هذا الرّداء أصبح رمزًا متعارف عليه للطبيب، ونظرًا أيضًا لأن بعض النّاس (خاصّة الأطفال ومرضى الإضطرابات النّفسيّة) يخافون من زيارة الطّبيب؛ يفضّل بعض الأطباء عدم ارتدائه كي لا يؤثّر سلبًا على تجاوب المرضى معه.
أصبح الرداء الأبيض اليوم رمزًا للعاملين في المجال الطبي والمخبري والأطباء بشكل خاص، وهو يختلف عن الرداء الخاص المستخدم في العمليات الجراحية الذي تتراوح ألوانه بين الأخضر والأزرق. يرتدي حوالي 72% من الأطباء في المستشفيات أو طلاب الكليات المخبرية والطبية المراويل البيضاء معظم وقتهم، في حين يختلف الأمر بالنسبة لأطباء الأطفال والأطباء النفسيين؛ فهم يعملون على زيادة العلاقة والروابط مع المرضى من أجل خلق راحة نفسية بشكل أكبر، لذلك يبتعدون عن ارتداء مثل هذه المعاطف.
تتنوع أشكال هذا الرداء من كنزة و بنطال أبيضين إلى روب أبيض بطول الركبة (وهو الشكل الأكثر شيوعًا) وتختلف القصات عن بعضها بشكل الجيوب وطول الأكمام والأحجام.
تبنى الأطباء اللون الأبيض بالتحديد لأنه دليل على النظافة والعقامة ويترك أثر نفسي لدى المريض أثناء العمل كما أنه رمز للحياة والنقاء، من الناحية العملية فإن ارتداء المعاطف البيضاء يساعد المرضى في تحديد الطبيب بشكل أسرع وخاصة في أوقات المناوبات والحالات الطارئة.
كما تساهم الجيوب المزود بها في حمل المعدات الطبية مثل السماعة، وتعمل كحاجز واقي لثياب الطبيب كما تمنع تلوث المريض أيضًا لأنها تحافظ على العقامة دائمًا، وتساهم في تزويد الطبيب بالقليل من الدفء أثناء العمل.
عندما تدخل إلى المشفى أو أيّة عيادة، ستجد اللون الأبيض يتحرك في كل مكان، هؤلاء هم الأطباء بالمعاطف البيضاء خاصتهم، وتعد هذه المعاطف رمز للأطباء في جميع أنحاء العالم، حتى أنهم يُعرفون بالجيش الأبيض.
في العصور السابقة، كان يرتدي الأطباء الروب الطبي، بلون أسود، لقد كان هذا الأمر جيدًا في إخفاء آثار الدماء والبقع، وهي تجعلنا لا نشاهد هذه الدماء المريعة للبعض، لكن بمرور الوقت، تغير استخدام الأطباء للمعطف، واستخدموا اللون الأبيض عوضًا عن الأسود.
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ استخدام المعاطف البيضاء، بدلًا من السوداء، ويظهر ذلك التغيير في اللباس في اثنان من لوحات توماس إيكنز، الذي يُصور في إحدى الصور غرفة عمليات لأطباء يرتدون معاطف سوداء أو داكنة وذلك في عام 1875، وأما في اللوحة الأخرى، فيُصور غرفة عمليات أيضًا يرتدي الأطباء بها معاطف بيضاء في عام 1889. وأصبح اللون الأبيض لمعطف الطبيب دليلًا على النظافة ورمزًا للوجه الجديد للطب، كما أنه لون يبعث على الطمأنينة في نفوس المرضى.