إن الأشخاص الذين يشعرون بالملل أسرع من غيرهم هم مايطلق عليهم سمة البحث عن الإحساس، فيلجأون إلى مشاهدة أفلام الرعب أو يجربون القفز من الجبال بمظلات، أو يمارسون نشاطات مثيرة للجدل غالباً، واليكم بعض التفسيرات لميل بعض الناس إلى مشاهدة أفلام الرعب:
- يُعتقد أن فيلم الرعب هو أحد وسائل الكشف عن الشر، وفي وقتنا الحاضر وفي ظل اختلاف الآراء حول الشر أوالأفعال الشريرة قد تكون هذه الأفلام بمثابة مثال حي لايمكن الجدل فيه حول وجود الشر.
- كما تقدم لنا هذه الأنواع من الأفلام الأساطير والقصص من الثقافة الشعبية، فيكون شرحاً جلياً للغطرسة التكنولوجية البشرية، حيث يتحول الوحش من صنع الإنسان إلى خالقه.
- القدرة على الاختبار في مجال آمن: إن أحد الأسباب لمشاهدتنا لفيلم الرعب هو مايسمى بالمنفعة الأنثروبولوجية والعلاجية للفيلم، حيث يعلمنا أن نتعامل مع قلقنا ومخاوفنا، فيصبح الفيلم وسيلة لاختبار الحدود الشخصية والجماعية في بيئة آمنة، وبحسب سيغموند فرويد هناك 3 تفسيرات محتملة لتجربة كهذه النشاطات التي تخرج من نطاق النشاطات الطبيعية:
- في الزمن المستنير الذي نعيش فيه تأتي فكرة مثل : ماذا لوكان هناك أشباح لتخلق جواً من الإثارة، حيث تصبح التجارب نوعاً من التحقق المنطقي.
- تثير هذه التجارب أنماط وأنواع مختلفة من الأفكار المكبوتة التي يجب معالجتها.
- يعتقد فرويد أن أغلب الناس لايتحررون مما يسمى (قلق الأطفال) كالخوف من الظلام أو الوحدة وقد يكون مشاهدتهم لفيلم الرعب ماهو إلابحثاً عن شيء يذكرنا بهذا القلق الطفولي.
- غالباً أفلام الرعب لها جذور من العروض الاسطورية التي تجذب مشاعر الإنسان الأساسية كالإثارة والتعاطف والخوف.
- فكرة القوى المجهولة أو أن الأحداث تحدث بسبب تدابير خفية هو ماقد يعجب المشاهدين أحياناً ويود معرفة المزيد عن هذه الحبكات.
- تركيز هوليوود أحد أكبر مصانع انتاج الأفلام بالعالم على هذا النواع من الأفلام بميزانيات خيالية وتوفير مايلزم ليقترب الفيلم قدر الإمكان من التصديق، وخاصة بعد استخدام التحليل النفسي الموسع المستوحى من التحليل النفسي لسيغموند فرويد لتحصل على أفلام أقل مايقال عنها أنها أعمال فنية غاية بالإتقان، تحث المشاهد على مشاهدتها مراراً وتكراراً ليتنبه في كل مرة إلى تفاصيل مخيفة أو غامضة لم ينتبه لها قبلاً.
من أكثر هذه أفلام الرعب انتشاراً :
- The silence of the lambs
- Twin peaks
- Scream
- Psycho Rosemary’s baby
- The Ring
قد يكون من التناقض عشق البعض لمشاهدة أفلام الرعب وشغفه الدائم لمتابعة الجديد منها، وبذات الوقت هلعه واشمئزازه الشديد بمجرد رؤية مشهد أقل حدّة في الواقع.
من الغريب أن أفلام الرعب أثبتت فعاليتها في تحسين النفسية وطرد الطاقة السلبية، إذ يستطيع من خلالها الشخص المكبوت التنفيس عن طاقته العدوانية ومشاعره السلبية المدفونة وإشباع العنف المكبوت داخله، وما يجذبنا فعلاً للاستمرار بمشاهدة هذا النوع من الأفلام هو لذة الشعور بالخوف والإحساس بالتوتر الذي يعتبر خوفاً كاذباً، بسبب معرفتنا المسبقة بأن المشاهد تلك غير واقعية وهذا ما يجعلنا نشعر بالخوف غير المصحوب بالشعور بالخطر، فيتشكل حاجزاً نفسياً بيننا وبين أحداث الفيلم، وهذا ما يفسر تأثر الأطفال بمشاهدة أفلام الرعب التي غالباً ما يتعاملون معها كأنها حقيقة، فتتأثر بذلك شخصيتهم النفسية ويتجذر الخوف من المجهول فيهم.
السبب الآخر وراء حب البعض لمشاهدة أفلام الرعب هو تحدي النفس، أو الحاجة للشعور بالقوة والقدرة على تحمل مشاعر التوتر المستمرة لساعة كاملة، بالإضافة لإثارة الفضول في اكتشاف ما إذا كنا نستطيع مواجهة مخاوفنا أو بالأحرى مواجهة المجهول، وكأنه الحد الفاصل بين الوهم والواقع وهو ما يُتيح لنا تجربة أقصى انفعالاتنا في جو من الاطمئنان.
تتنوع آراء الناس حول أفلام الرعب، فبعضهم يرفضون هذا النوع من الأفلام، في حين يكون بعضهم الآخر من المحبيين الشديدين والمتابعين الشغوفين لتلك الأنواع. ويعود ميل بعض الناس لأفلام الرعب للأسباب التالية:
- الإثارة والتشويق: حيث تولد مشاهدة أفلام الرعب الإثارة، التي قد تدوم إلى ما بعد الانتهاء من المشاهدة، فتزداد ضربات القلب وسرعة التنفس وضغط الدم، مما يرفع الطاقة الإيجابية والحماس في قلوب المشاهدين.
- الرغبة في التغيير: يتوجه العديد من الناس لأفلام الرعب، لأنهم يرون فيها شيئًا مختلفًا، فيدفعهم الفضول لمتابعتها، بالإضافة لوجود المؤثرات البصرية التي تشد الانتباه.
- اندفاع الأدرينالين: حيث تسبب مشاهدة أفلام رعب إثارةً فسيولوجية عالية المستوى، مما يؤدي لاندفاع الأدرينالين داخل أجساد المتابعين مسببًا لهم نوعًا من أنواع السعادة، حيث وجدت العديد من الدراسات أن حوالي 10% من الأشخاص يستمتعون عند زيادة نسبة الأدرينالين في أجسامهم.
- النوع الاجتماعي: تختلف شدة الحماس لمتابعة أفلام الرعب بين النساء والرجال، حيث وجدت العديد من الدراسات أن الرجال يستمتعون بأفلام الرعب بسبب رغبتهم في مواجهة الأخطار، وتحدي الخوف، لإثبات شجاعتهم وقوتهم، كما يميل العديد من الرجال لمشاهدة هذا النوع من الأفلام برفقة النساء، لأن النساء تميل في حالات الخوف للقرب الفيزيائي والشعور بالأمان الذي يُسعد الرجال بتحقيقه ويفتخرون به.
- يعتبر الملايين من الناس أفلام الرعب طريقة من الطرق التي تفرغ طاقاتهم، وتخرجهم من جمودهم اليومي، وتنسيهم بعضًا من مشاكلهم.
تتباين الآراء حول أفلام الرعب بين عاشقين ومتابعين لها وبين من يتجنب مشاهدتها، على الرغم من أن الشعور بالخوف ليس محبباً من قبل الجميع ولكن فقد جذبت أفلام الرعب الكثير من المتابعين منذ أقدم العصور، ووفقاً للأبحاث والدراسات العلمية فهناك عدة أسباب تجعل الناس منجذبة لمشاهدة افلام الرعب:
- يستجيب الجسم لإحساس الخوف بأن يزداد معدل نبضات القلب ويتسرع التنفس وتتقلص عضلات الجسم بالكامل، ويتنشط الدماغ ويفرز النواقل العصبية وهذا ما يجده محبي أفلام الرعب شعوراً ممتعاً.
- وفقاً لعلماء النفس، يفضل الناس مشاهدة أفلام الرعب لأنها ببساطة تجعلهم يشعرون، قد تكون هذه المشاعر مزيجاً بين الخوف والإثارة أو الدهشة والحماس.
- قد تخفف أفلام الرعب من حالة القلق، ويشعر الكثيرون بعد مشاهدتها بالراحة، وقد فسر علماء الأعصاب هذا الشعور بأنه عند مشاهدة أفلام الرعب يعيش الدماغ حالة الخوف ومشاعر الخطر ثم يخرج منها بأمان ويبدأ بالإحساس بالهدوء ويفرز الدماغ الدوبامين الكفيل بتخفيف القلق والإحساس بالراحة.
- يفضل الكثيرون مشاهدة أفلام الرعب لأنها تزبد من إحساسنا بالتواصل مع المحيط، وتخفف الإحساس بالوحدة، كما وجدت العديد من الدراسات أن مشاهدة أفلام الرعب تزيد من مشاعر الانجذاب بين شخصين، وتقرب بين الناس، وذلك كونها تتيح لهم فرصة الخوض بتجربة شعورية مشتركة كفيلة بتوطيد العلاقات.
- تجعل أفلام الرعب الكثير من الناس يشعرون بالراحة، بمجرد أنهم خارج إطار هذا الفلم.
- غالباً ما تكون أفلام الرعب غير واقعية، ما يعتبره كثيرون عامل تشويق ومتعة أكبر.