لماذا تثبت نسبة السكر في دم الأصحاء
عزيزي القارئ، ببساطة؛ بما أنك سألت فيما يخص الأشخاص الأصحّاء (غير المرضى)، فمن الطبيعي أن يكون عمل كل جزء من أجزاء جسمهم؛ سواء الأجزاء الداخلية أو الخارجية؛ مضبوطًا وصحيحًا. وبالتالي، يجب أن تكون نسبة السكر في دم الأشخاص الأصحاء ثابتة حتى يقدر كل جزء من جسمهم على إجراء وظيفته بشكل مناسب. إذا كان سؤالك كيف يمكن أن يبقى السكر مضبوطًا أي ما العملية التي تبقيه مناسب في دم الأصحاء، فإليك مثال صغير يشرح دورة حياة السكر في جسمنا في حال أكلنا طعامًا يحتوي على الكربوهيدرات:
عندما تأكل أي طعام يحتوي على كربوهيدرات، يقوم جهازك الهضمي بتفكيك المواد القابلة للهضم، وتحويلها إلى سُكر يدخل الدم فيما بعد.
مع ارتفاع مستويات السكر في الدم، ينتج البنكرياس الأنسولين، الهرمون الذي يحفّز الخلايا على امتصاص السكر الموجود في الدم؛ للحصول على الطاقة اللازمة للجسم، وتخزين بعضها.
عندما تمتص الخلايا نسبة السكر في الدم، تبدأ مستويات السكر في مجرى الدم بالانخفاض.
على إثر انخفاض مستوى السكر في مجرى الدم، يبدأ البنكرياس في صنع الجلوكاجون، والذي هو هرمون يحفّز الكبد على بدء إطلاق السّكر المخزّن.
من الواضح أن هذا العمل التفاعلي بين الأنسولين والجلوكاجون، يضمن إمداد خلايا الجسم كافة؛ وخاصةً خلايا الدماغ؛ بمعدّل ثابت من السكر في الدم.
إذن، عندما تبقى أجزاء الجسم الداخلية المسؤولة عن العملية السابقة؛ صحيّة وليس هناك عضو منها تالف أو مريض، حتمًا ستحافظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم. وبالتأكيد، يختلف مقياس السكر الطبيعي في الدم باختلاف أجسام الأشخاص والظروف وأوقات الطعام والكمية، أبسط مثال هو أنه تختلف نسبة السكر في الدم بعد الطعام عما كانت قبله. هناك العديد من العوامل -بالنسبة للطعام- التي تؤثر على نسبة السكر في الدم، كمثال بسيط، تميل الفواكه والخضراوات إلى أن يكون لها مؤشر نسبة سكر في الدم أعلى من تلك غير الناضجة.. وهلمّ جر بالنسبة لمحتوى الأطعمة من الألياف والدهون أو حتى الشكل المادي للطعام.
يُصنّف مؤشرُ نسبة السُّكر في الدمِ الكربوهيدراتَ على مِقياسٍ من 0 إلى 100؛ بناءً على عدّة اعتبارات، أهمها كمية الكربوهيدرات ومدى سرعة هضمها؛ التي تجعل مستويات السكر في الدم مرتفعة بعد تناول الطعام. مثلًا، تتسبّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر؛ مثل الخبز الأبيض، بعد هضمها وانتقالها إلى الدم؛ في تقلّبات كبيرة في نسبة السكر في الدم، بينما تُهضم الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر؛ في الدم بشكل أبطأ؛ مما يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في نسبة السكر في الدم.
كانت نتيجة التصنيف السابق أنه تحتوي الأطعمة منخفضة نسبة السكر على نسبة 55% أو أقل من السكر، بينما صُنّفت الأطعمة التي تحوي 70% فما فوق بأنها أطعمة عالية السكر، والمتوسطة لديها نسبة 56-69%. تجدر الإشارة أنه يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة الغنية بنسب عالية من السكر إلى العديد من الأمراض ومنها ما هو مزمن، مثل داء السكري من النوع 2، وأمراض القلب وزيادة الوزن، وغيرها الكثير. من جهةٍ أخرى، أثبت أن الأطعمة قليلة السكر يمكن أن تساعد في تخفيض الوزن والسيطرة على السكري من النوع 2.
يمكنك الاستنتاج من هذا الكلام أنه يُفضّل اتباع نظام غذائي دائمًا، يمكننا التحكّم من خلاله بنسبة الكربوهيدرات التي تدخل أجسامنا وتتحكم في نسبة السكر في الدم. إليك بعض الأنظمة الغذائية التي تجعل تناول الكربوهيدرات محدودًا أو محدّدًا بقيمة معينة على الأقل:
الحمية الكيتونية (النظام الغذائي عالي الدهون منخفض الكربوهيدرات).
حمية أتكينز.
حمية الشاطئ الجنوبي.
نظام زون الغذائي.