الزلال أو ما يعرف بالألبومين هو أحد المركبات البروتينية الهامة التي ينتجها الكبد، ويلعب دورًا هامًا في جسم الإنسان، حيث ينقل الأدوية والهرمونات إلى أنسجة الجسم المختلفة، فمستويات الألبومين المنتظمة في الدم تعتبر دليلًا على صحة الكبد، حيث أن مستوياته المنخفضة تعتبر مؤشرًا من مؤشرات الفشل الكلوي ودليلًا على أمراض الكبد، كما تؤثر مستوياته على تركيز الكالسيوم في الدم، مما يسبب ترقق العظام وخصوصًا في العنق والورك والفخذ والعمود الفقري.
ونظراً لأهمية الزلال الكبيرة للجسم، كان لابد من مراقبة مستوياته في الجسم عن طريق القيام بالتحاليل اللازمة عند ظهور أي عرض من أعراض اضطراب الكبد والفشل الكلوي والالتهاب الحاد في البنكرياس، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- تعب ووهن شديد.
- انتفاخ في العينين والبطن والقدمين.
- يرقان يرافقه اصفرار في الجلد والعينين.
- خسارة سريعة في الوزن.
ولعل مرض البيلومينوريا أو ما يعرف بزلال البول من أشهر الأمراض الناتجة عن خلل مستويات هذا البروتين في الجسم، وسببه فشل في الكلى، حيث لا تسمح الكلى السليمة بمرور الألبومين من الدم إلى البول، في حين تُسرب الكلى المريضة بعض الألبومين مع البول. فيعتبر اختبار زلال البول أداة هامةً لتشخيص أمراض الكلى، ولمتابعة تطور هذه الأمراض.
حيث يقوم الأطباء بإجراء اختبارات منتظمة للكشف عن الزلال البولي، ويقومون بمراقبة مستوياته بشكل روتيني، وخاصة عند المصابين بأمراض الكلى، فالعلاج الذي يعمل على تخفيض مستوى الزلال في البول يزيد من احتمالية شفاء أمراض الكلى ويمنع تقدمها إلى فشل كلوي.
وهناك عدة طرق لتشخيص زلال البول تتضمن مجموعة من الفحوصات، حيث يمكن أن يطلب الطبيب عدة فحوصات لتحديد المشاكل المؤدية للزلال في البول كقياس السكر في الدم، وقياس مستوى الكوليستيرول، وفحص ضغط الدم، بالإضافة لتصوير الكلى بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير بالأشعة المقطعية. ولكن يوجد فحوص أساسية لا بد من القيام بها، ومن هذه الفحوص نذكر ما يلي:
- تحليل البول: يتضمن هذا النوع من التحاليل إجراء اختبار باستخدام شريط يختلف لونه بمجرد تعرضه لكمية كبيرة من البروتين في البول، وعلى الرغم من أنه يقدم تشاخيص أولية جيدة، إلا أنه لا يعطي جوابًا قاطعًا عما إذا كان هذا الارتفاع في مستويات البروتين مشكلة مستمرة أو مؤقتة، مما يضطر الطبيب لإجراء الاختبار أكثر من مرة، حيث تُؤخذ عينة البول في أي وقت من اليوم، أو بأخذ كل كميات البول التي تخرج من الجسم خلال اليوم، وتعد هذه الطريقة أفضل من سابقتها، وخصوصًا عن الأشخاص الذين يعانون أمراض الكلى، لأنها تقدم نتائج أكثر دقة. وفي حال أخذ العينات في المنزل يجب الاحتفاظ بالعينة في مكان بارد إلى أن يتم تشخيصها.
- أخذ خزعة من الكلية: يجرى هذا الفحص بأخذ عينة من الكلى، ليفحص نسيجها باستخدام المجهر بعد تخدير المريض تخديرًا موضعيًا، بحيث يستطيع الفرد ممارسة نشاطه المعتاد في اليوم التالي للعملية، ما عدا بعض النشاطات المجهدة كممارسة الرياضة أو رفع الأجسام الثقيلة.
- فحص الدم: يلجأ الطبيب غالبًا لإجراء هذا التحليل عند ظهور أي عرض من أعراض اضطراب الكلى والكبد، حيث تساعد نتائج هذا التحليل في تشخيص الحالة المرضية، حيث تتراوح قيم الزلال الطبيعية في الدم بين 3.4 و 5.4 غرامًا في الديسيمتر، فيعتبر انخفاض مستواه عن هذا الحد مؤشرًا لكثير من الأمراض كأمراض الكبد، والصدمات، والالتهابات، ومتلازمة الكلى، وداء كرون، والاضطرابات الهضمية، في حين تدل نسبته العالية على وجود فرط في البروتينات القادمة للجسم.