كيف يكون الشعور بالإحباط؟

2 إجابتان

يعرف الإحباط بأنه حالة عاطفية سيئة تصيب الشخص نتيجة تعرضه لخيبة أملٍ كبيرة، عند عدم قدرته على الوصول إلى النتيجة المرجوة، وفي الحقيقة هو إحساسٌ معاكس تمامًا للسعادة التي تغمر أيَّ شخصٍ عند تحقيقه لهدفٍ ما، وتزداد شدة ودرجة الإحباط كلما كان الهدف الذي لم يتمكن الشخص من تحقيقه أكثر أهمية، وبالتالي يكون الغضب المرافق لحالة الإحباط هذه أكبر والشعور بالانزعاج أقوى، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وربما الدخول في حالاتٍ من الاكتئاب.
تشير بعض الدراسات أن الإحباط من الممكن أن يكون مفيدًا لبعض المشكلات في الحياة، فقد يكون دافعًأ للتغيير، إذا تمكن الشخص من تحويله إلى حافزٍ للنجاح والتغلب على العقبات التي سببت الفشل في تحقيق الأهداف، مثل العقبات التي تواجه الطلاب في الجامعات وجميع مراحل التحصيل العلمي، أما عندما ينتج عن الإحباط حالاتٍ من الغضب والتوتر، أو التهيج والاستياء، فقد ينتج عنه قرارات وتصرفات سيئة وربما مدمرة، كالاستقالة من العمل أو ترك الدراسة مثلًا.

بشكلٍ عام تُصنَّف العوامل المؤدية للإحباط إلى قسمين أساسيين، مصادر الإحباط الدخلية، ومصادر الإحباط الخارجية.

  • مصادر الإحباط الداخلية، ويكون هنا المسبب لخيبة الأمل المؤدية للإحباط، هو عامل شخصي إما موجود في الشخص، أو مُتَخَيَّل، مثل فقدان الثقة بالنفس، أو الخوف من مواجهة المجتمع، أو الخجل الاجتماعي، أو تداخل الأهداف الفردية بعضها مع بعض.
  • مصادر خارجية للإحباط، وفيها تكون معوقات تحقيق الأهداف المسبب للإحباط خارجية مثل العوائق المادية، وهي أحد الحواجز المسببة لإحباط الشخص أو التنمر الإجتماعي، وأحد أكثر أنواع الإحباط المنتشر بكثرة، هو الناتج عن إدراك إضاعة الوقت، مثل عند الوقوف في أحد الطوابير، أو التأخير بسبب الازدحام المروري، فأنت تشاهد وقتك يضيع أمامك، ولديك الكثير من الأعمال، عندها ستصاب بخيبة أملٍ كبيرة، قد تؤدي لمزاجٍ حاد طوال اليوم. في الحقيقة في الغالب قد لا تجد مفرًا من عوامل الإحباط الخارجي، لكن يمكن في بعض الأحيان تداركه قدر المستطاع، كاختيار طريقٍ مختصرة عند الازدحام المروري، لكن يجب معرفة أن هذه طريقة الحياة في كلِّ مكان، فلا بدَّ من الازدحام في كل العالم، لذلك عليك تقبل بعض اللأمور المزعجة بصدرٍ رحب، لتجنب الإحباطات المتكررة، وإلا ربما تدخل في دوامة فقدان الثقة بالنفس أو حتى التوتر والاكتئاب والعزلة.

تظهر ردود أفعال الأشخاص على الإحباط بعدة أشكالٍ، وتختلف باختلاف الشخصية والظروف المسببة للإحباط.

  1. الغضب: هناك مثل قائل “الإحباط يولد الغضب والغضب يولد العدوان”، ويتم تفريغ الغضب الناتج عن الإحباط بشكلٍ مباشر بمسبب الإحباط، فإذا كانت الآلة المتعطلة هي سبب خيبة أملك، فربما تقوم بضربها أو كسرها، أو إذا كان أحد الأشخاص، فربما تقوم بضربه أو ركله أو شتمه وتهديده لفظيًا، وفي حال كان مصدر الإحباط قويٌّ جدًا ولا يمكنك مواجهته، ربما تلجأ إلى تفريغ غضبك في شخصٍ أو شيءٍ آخر أقل قوة، ويسمى عندها بالعدوان النازح، وفي أغلب الأحيان يتصرف الشخص المحبَط الغاضب دون تفكير، لأنه غير قادر على ضبط ردود أفعاله وتصرفاته، ولكن يمكن أن يكون الغضب إيجابيًا إذا محفزًا لنتائج أفضل.
  2. الاستسلام: قد ينتج عن الإحباط استسلام الشخص وتركه للهدف والابتعاد عنه، وفي بعض الحالات يكون الاستسلام ليس سيئًا كما يوحي اسمه، فإذا كان الهدف مستحيل المنال فمن الأفضل تركه، واستبداله بأهداف أكثر موضوعية، ولكن في الغالب هو ردُّ فعلٍ سلبي، إذ يجب التمسك بالأهداف والسعي والمثابرة لتحقيقها، ويجب على كل شخصٍ أن يتوقع الكثير من العقبات في أيٍّ طريقٍ يسلكه، ولتجنب الاستلام الناتج عن الإحباط، يمكنك وضع قائمةٍ بالأهداف التي تخليت عنها سابقًا بسبب إحباطك، وعند ملاحظتك لازدياد بنود هذه القائمة، سيتشكل لديك حافز للاستمرار، وتذكر دائما، الفائزون والمنتصرون، لم يستقيلوا ولم يستسلموا ولم يتراجعوا أبدًا.
  3. فقدان الثقة: لا شيء يدفعك لتحقيق الأهداف كالثقة بالنفس، ولا شيء يبعدك عن أهدافك مثل فقدانها، فقدان الثقة من أسوأ الآثار الجانبية للإحباط المتكرر، التي قد تدفعك للتخلي عن الأهداف، عندها لن تتمكن من تقييم قدراتك بشكلٍ صحيح عندما تضع أهدافك أمام عينيك، ولكن تذكر أن أي هدفٍ تريده يستحق العناء.
  4. الإجهاد: هو إجهاد النفس والعقل والجسد بالعمل والتفكير، والناتج عن الإحباط، وعندها يبدأ جسدك بالاستغاثة، فقد تظهر بعض الأعراض المرضية على الجسد، فبالإضافة للأرق وقلة أو كثرة الطعام وربما فقدان أو زيادة الوزن ، وربما تعاني من الصداع لفتراتٍ طويلة، أو آلام المعدة وتشنج القولون ذو المنشأ العصبي، وفي الحقيقة كل هذه الأعراض هي عوامل ممهدة للاكتئاب، لذلك يجب أن تخفف من إجهادك النفسي و الجسدي، بالراحة وتقبل بعض الأمور والتعامل معها بمنتهى البساطة.
  5. الاكتئاب: يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، ويؤثر على جميع جوانب الحياة، وهو أسوأ النتائج التي من الممكن أن تترتب على إصابتك بالإحباط، لأنه يؤثر على كافة جوانب الحياة، من الأكل والنو والدراسة والمتعة والحياة الاجتماعية، وطريقة تفاعلك مع الآخرين.
  6. ردود الفعل الأخرى: مثل الإدمان أو تعاطي المخدرات أو الكحول، وهي أسوأ طرق التعامل مع الإحباط، لأنه يمثل الهروب من مشكلتك وليس مواجهتها ومحاولة التعامل معها، وفي الغالب بعد زوال تأثير جرعة المخدر أو الكحول، ستجد نفسك في وضعٍ نفسيٍ أسوأ، وهو ما يدفعك لمعاودة أخذ الجرعة، الأمر الذي سيؤدي بك إلى متاهة الإدمان.

أكمل القراءة

الشعور بالإحباط

الإحباط عبارة عن شكل من أشكال المشاعر التي تصيب الإنسان نتيجة مواقف معينة، تحدث له ردة الفعل العاطفية تجاه قضية أو حدث معين. قد يترافق الإحباط مع عواطف أخرى تصيب الإنسان كالغضب والانزعاج واليأس، فالانزعاج والإحباط عبارة عن مشاعر متشابهة للغاية لكن الفرق بينهما أن الإحباط متعلق بهدف وضعته لنفسك وتحاول الوصول إليه، أما الانزعاج شكل آخر من أشكال العاطفة يعبر به الشخص عن عدم قبوله لحدث ما.

بالنسبة للإحباط والغضب فمقترنان بكثير من الأحيان وذلك بسبب إخفاق الشخص بتحقيق هدف ما، بالرغم من أن هذا الهدف الذي تسعى لتحقيقه قد لا يستوجب الغضب، كما قد يولد الغضب شكلًا من أشكال العدوان اتجاه مسبب الإحباط. فقد يتصرف الإنسان الغاضب تصرفات بعيدة عن المنطق والتفكير والعقلانية وهي نتيجة استسلامه للإحباط.

قد يولد الإحباط الغضب والإرهاق النفسي والاستسلام، ويؤدي لفقدان الثقة بالنفس وعدم احترام الذات، لتصل الأمور لمرحلة متطورة متمثلة بالاكتئاب، وقد تتطور الأمور لأمراض نفسية أكثر تعقيدًا؛ فالاستسلام هو التخلي عن الهدف واللامبالاة.

أما بالنسبة للإحباط واليأس فكلاهما عبارة عن تعبير عاطفي لعدم القدرة على تحقيق هدف أو رغبة ما، بالرغم أن اليأس هو حالة سلبية متطورة ويكون نتيجة الإحباطات والاخفاقات المتكررة، وينشأ الإحباط يكون نتيجة لعدة عوامل:

  • عوامل جسدية ونفسية: عدم القدرة على تأدية عمل ما نتيجة عائق صحي أو ضعف عام، وقد يكون نتيجة لعامل نفسي كالقلق وعدم الثقة في النفس واتخاذ القرارات المتسرعة ورفع سقف التوقعات.
  • عوامل خارجية: وقد تكون نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بالشخص، فقد يمتلك أحيانًا الشخص المحبط قدرات ذهنية كبيرة لكن واقعه والظروف المحيطة به لا تساعد على الاستفادة من قدراته الذهنية، مما ينعكس عليه بشكل سلبي ويسبب له الإحباط، وقد يتطور الإحباط لشكل من أشكال الاكتئاب.

كيفية التعامل مع الإحباط:

  • يتوجب على الشخص الذي قد يعاني من الإحباط عدم الانجراف خلف المشاعر السلبية والانفعالات الغاضبة. فهناك العديد من الأمور التي يتوجب عليه فعلها للتخفيف من مشاعر الإحباط لديه، كالتفكير بشكل عقلاني وتحليل الوقائع بشكل علمي، ومحاولة معرفة مكمن الخطأ الذي أدى به على عدم تحقيق هدفه، إضافة إلى ذلك أن يكون واقعيًا بخفض مستوى توقعاته اتجاه قضية أو حدث ما قد يكون بانتظاره أو يسعى لتحقيقه.
  • والتمييز ما بين ما نأمل به أن يحدث، وما سيحدث بشكل واقعي؛ والابتعاد قدر الإمكان عن القضايا والأفكار التي قد تولد لدى الشخص قلق وتوتر بحيث لا يمكنه التفكير بشكل سليم واتخاذ القرارات الصحيحة.
  • محاولة التعلم بأخذ الأمور خطوة خطوة واعتبار الفشل هو أحد خطوات الوصول للهدف والنجاح.
  • تعلم مهارات السيطرة على الانفعالات وعدم التسرع بالحكم على الأمور.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "كيف يكون الشعور بالإحباط؟"؟