كيف يتم قطع الحبل السري بعد الولادة
بقدر ما يعتبر الحبل السري هامًا لنمو الجنين من خلال إيصال ما يحتاجه من غذاء من الأم، لكنه يصبح دون فائدة منذ اللحظة الأولى للولادة ويجب قطعه والتخلص منه، فكيف يتم ذلك؟ وما هي المشاكل المعرّض حدوثها عند قطعه؟ وكيف تتم العناية بمكانه بعد القطع؟
الحبل السري هو صلة الوصل التي تصل الجنين بالمشيمة داخل الرحم، وبفضل هذا الحبل يبقى الجنين على قيد الحياة، حيث ينقل له الغذاء والاوكسجين، وينقل بالمقابل فضلات الجنين إلى دورة الأم الدموية.
لكن بعد الولادة يفقد هذا الحبل أهميته ويصبح بلا قيمة، فيتم قطعه لفتح المجال لأعضاء الجنين بالاكتمال، ولقدرتها على العمل بشكل ذاتي، ويسمى مكان الحبل السري بعد قطعه بالجدعة، والجدير بالذكر أن قطع الحبل السري لايسبب أي ألم للجنين حيث أنه لايحتوي أي أعصاب، ويقطع الحبل من قبل الطبيب المختص باتباع الخطوات التالية:
- يتأكد الطبيب من أن الحبل لانبض فيه.
- يضع مشبكين على الحبل السري ومن ثم يبدأ بقطعه.
- يقص بين العقدتين مع ترك بقايا قليلة من الحبل السري، وذلك باستخدام مقص معقم.
- ينظيف المنطقة جيدًا.
ويجب أن يلتئم مكان قطع الحبل السري في غضون أربعة أسابيع، لكن خلال هذه الفترة يجب أن نحافظ على سلامة هذه المنطقة، وذلك عن طريق:
- أولا: ابقاء المنطقة جافة ونظيفة لضمان عدم تشكل البكتريا.
- ثانيا: تعقيم المنطقة بالكحول.
- ثالثا: ترك الجدعة تسقط من تلقاء نفسها.
- رابعا: تعريض الجدعة للهواء عن طريق طي الحفاضة من الامام نحو الاسفل.
- خامسا: غسل الوليد باسفنجة مبللة بدلا من وضعه تحت الماء.
- سادسا: مراقبة مكان السرة وترقب اي علامات من علامات الالتهاب.
ومن هذه العلامات:
- دم في نهاية الحبل.
- قيح أبيض.
- قيح أصفر.
- احمرار وألم في الجلد المحيط بالحبل السري.
إن الحبل السري هو الرابط الأساسي بين الأم والجنين، حيث يقوم بنقل المواد الغذائية منها إليه، وبالعكس يطرح الفضلات من الجنين إلى الأم أثناء فترة الحمل. ولحظة الولادة، وخروج الجنين من عالم الحياة داخل الرحم إلى الحياة خارجه، تنتهي مهمة الحبل السري ويَقطعه الطبيب المولد عبر الخطوات التالية:
يجب التأكد من أن الحبل السري متوقف عن النبض، وهذا التأجيل بالقطع يُزود الجنين بالعديد من الفوائد. يُلقَط بعدها الحبل السري بأدوات خاصة من جهتين من قبل الطبيب، ويُقص بينهما بأدوات عقيمة، ويُمسَك طرف الحبل السري التابع للجنين بقطعة شاش خاصة، حيث يبلغ طوله بين نصف إنش إلى إنش واحد، ويبقى تقريبًا من أسبوع إلى أسبوعين حتى تجف قاعدته ويسقط.
خلال هذه الفترة قد تحدث العديد من الاختلاطات نذكر منها:
- الإنتان: وهو أهم الاختلاطات، وأبرز علامات حدوثه هي احمرار أو تورم قاعدة الحبل السري أو استمرار النزف منه أو خروج قيح ومواد صفراء، أو قد تكون هناك مفرزات طينية ذات رائحة كريهة. وستظهر على الجنين علامات الألم في حال حدوث ذلك.
- من المشكلات التي قد تحدث أيضًا بقاء النزف بشكل مستمر من الحبل السري، حيث يحدث ذلك في حال سقوطه قبل نضجه بشكل كامل.
- قد يتشكل نسيج حبيبي عقدي على الحبل السري مع خروج مفرزات صفراء منه.
إذا حدث أي من هذه المشكلات الثلاث، يجب استشارة طبيب الأطفال فورًا للتدبير.
وهناك أمران أساسيان يجب الحفاظ عليهما للعناية بالحبل السري ريثما يسقط، هما:
- المحافظة على نظافة المنطقة وتعقيم قاعدة الحبل السري بمعقمات خاصة حسب استشارة طبيب الأطفال.
- يجب أن تبقى القاعدة جافة، وتُبعَد حفاضة الطفل عنها، حيث أنه كلما كانت جافةً أكثر، أدى ذلك لسقوط الحبل السري بشكل أسرع وحدوث الشفاء.
لا بد من قطع الحبل السري للطفل بعد الولادة وهذا يقع على عاتق الطبيب، وعادةً يُنصح بالانتظار لمدة دقيقة قبل قطع الحبل السري لما له من فوائد للطفل إلا في بعض الحالات كالتفاف الحبل حول عنقه أو ما شابه، ويتم قطع الحبل السري عبر اتباع الخطوات التالية:
- يجب التأكد من توقف النبض في الحبل والذي يسمى بلقط الحبل المتأخر.
- تأكد من وجود مشبكين على الحبل السري.
- أمسك الحبل عبر قطعة من الشاش وضع قطعة أخرى تحته.
- قم بقطع الحبل في المنطقة بين المشبكين باستخدام مقص معقم.
- امسح الدم الزائد الناتج عن القطع والذي يعتمد على مدة الانتظار قبل القطع.
- ضع المقص بعيدًا عن الطفل.
قد تبدو عملية قطع الحبل السري أمرًا مقلقًا إلا أنّها حقيقًة لا تستدعي ذلك، ولكن تكمن الخطورة عندما يتم قطعه بعد وقت قصير جدًا من الولادة لما يسببه من ضغط على القلب، وزيادة احتمالية النزيف داخل الدماغ، وزيادة خطر الإصابة بفقر الدم، ونقص الحديد؛ وفي الوقت ذاته يؤدي الانتظار لمدة طويلة إلى زيادة خلايا الدم الحمراء لدى الطفل مما قد يؤدي إلى يرقان حديثي الولادة، وهو واحد من أنواع التسمم الدموي.
أمّا عن العناية بالحبل السري بعد القطع فلا داعي لأن تكون هلعًا حوله، فقط قم باتباع هذه النصائح:
- إعمل على تعريض الحبل للهواء قدر الإمكان لمساعدة قاعدته على الجفاف والشفاء بوقت أسرع، ومن المفيد استخدام أنواع الحفاضات التي تؤمن ذلك أو طي الحفاضة عند هذه المنطقة لمنع حدوث التهيج فيها.
- قم بتحميم الطفل عبر استخدام قطعة من الاسفنج دون وضعه في حوض من الماء حتى بعد سقوط الجزء المتبقي من الحبل، كما يجب تهوية هذه المنطقة بشكل جيد بعد الاستحمام وعدم فركها.
- إعمل على أن يتم شفاء الحبل وسقوطه بشكل طبيعي دون أي تدخل منك.