كيف يتم تشخيص نقص الانتباه عند الاطفال
اضطراب نقص الانتباه هو حالةٌ مزمنةٌ تصيب الأطفال وتلازمهم حتى مرحلة البلوغ، فكيف يتم تشخيص نقص الانتباه عند الأطفال؟
يُصنف اضطراب نقص الانتباه ضمن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، المعروف اختصارًا (ADHA)، وهو اضطراب يصيب حوالي 11% من الأطفال الذين هم في سن المدرسة، بحسب دراسات وأبحاث أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
إن كنت تشك بأنّ طفلك مصاب بهذا الاضطراب، فإنه يُشخص وفق معايير تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المبينة في الدليل التشخيصي والإحصائي للصحة العقلية (DSM-IV) من قبل جمعية الطب النفسي الأمريكية، الصادر في عام 1994، والتي تشير إلى أنّه يمكن اعتبار طفلك مصابًا بالاضطراب إذا ظهر عليه الأعراض التالية خلال مدة لا تقل عن ست شهور:
- التشتت بسهولة عن ما يقوم به.
- عدم الانتباه على تفاصيل الأشياء.
- صعوبة التركيز على المهمة التي يقوم بها.
- الشعور بالملل بسرعة من الأشياء.
- صعوبة التركيز عند الاستماع إليك أو لأي شخص أخر اثناء التحدث معه.
- عدم القدرة على إكمال ما يقوم به، خاصةً الواجبات والأعمال المنزلية.
- تنظيم كل شيء متعلق بالمهمة التي يقوم بها حتى يستطيع إكمالها. الصعوبة أو عدم المشاركة في المهام التي تحتاج إلى مجهود نفسي طويل، مثل الواجبات المنزلية والأعمال المدرسية التي تتطلب تركيزًا عاليًا لإنجازها.
- يفقد أشيائه الخاصة، كالألعاب والكتب والأقلام والأدوات الخاصة به.
- ينسى الأشياء بسهولة وسرعة.
اضطراب نقص الانتباه وفرط النّشاط المعروف على نطاق واسع باسم ADHD من اضطرابات السّلوك الشائعة عند الأطفال. ADHD يختلف كليًّا عن الطّفل الشقي أو زائد الحركة؛ فالطفل في هذا الاضطراب يواجه العديد من الصّعوبات في حياته اليوميّة.
يتألّف اضطراب نقص الانتباه وفرط النّشاط من طيفين من الإضطرابات (كما يوحي اسمه) هي؛ مشاكل متعلّقة بالحركة الزائدة ومشاكل متعلّقة بقلّة القدرة على التركيز والانتباه.
نظرًا إلى أنّ التشخيص الأساسي لهذه المتلازمة يكون عبر مراقبة سلوك الطّفل، وإلى أنّ الخلط بين حالة الطّفل الطبيعي زائد الحركة وبين ADHD شائع؛ سيكون من المفيد أكثر لو استعرضت أعراض الـ ADHD عبر المقارنة بين الحالتين.
لا يستطيع الطّفل في ADHD التّركيز لوقت طويل في أيّ شيء حتّى التّسلية ولا يمكن تحديد الأشياء التي تثير اهتمامه فهو غالبًا غير مبالٍ ومشغول بأفكاره. الطّفل “الشّقيّ” بالمقابل يركّز جدًا بالأشياء التي تثير اهتمامه أو فضوله (تلفاز، لعب..) ويتململ غالبًا فقط من الواجبات المنزليّة أو الوظائف المدرسيّة.
يجد مريض ADHD مشكلة في اتباع سلسلة من التعليمات المعطاة له مهما كانت بسيطة كما يجد صعوبة في الاستجابة للأوامر المحكيّة أو للتوبيخ. على خلاف الطفل الطبيعي الذي يتصرّف باتزان تام عند توبيخه أو معاقبته.
الطفل المصاب بـ ADHD لا يبالي بمجريات الأمور من حوله فلا يلاحظ التفاصيل، بينما ينتبه الطفل الطبيعي رغم صخبه إلى ما يجري من حوله، فيصغي مثلًا إلى أحاديث الكبار وقد ينقلها.
طفلADHD يتكلّم بشكل مفرط دون أن يكمل أفكاره، صاخب دائمًا، يكرر تصرّفات معيّنة في السّاقين أو اليدين ويصفه أهله غالبًا بأنّه لا يتعب مطلقًا وأحيانًا لا ينام بما يكفي. الطّفل الطبيعي يمكن أن يكون صاخبًا مزعجًا ولكن لا يستمر الأمر طويلًا وينام بعمق خلال الليل.
فيما يتعلّق بالتحصيل الأكاديمي والدراسي في الأطفال الأكبر سنًّا، تكون المشكلة بالنّسبة للأطفال المصابين بـ ADHD كبيرة. تكثر الشكاوى المدرسيّة حول قلّة اهتمامهم وتركيزهم وعدم قدرتهم على مواكبة زملائهم في الفصل بينما لا يكون ذلك شائعًا بين الأطفال الطبيعيين، فزيادة الحركة عند الطفل الطبيعي غالبًا ما تكون مؤشّرًا على ذكاءه.
وأخيرًا وفيما يتعلّق بالفحوص التشخيصيّة؛ يظهر الفحص الدّماغي للأطفال المصابين بـ ADHD فرطًا في النّشاط الدماغي مقارنةً بالأطفال الآخرين.
على العموم لا يتم تشخيص نقص الانتباه المعروف طبيّاً باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه Attention Deficit Hyperactivity disorder (ADHD)، إلا بعد ظهور الأعراض الأساسيّة للمرض قبل عمر 12 سنة، والتي تشمل:
- صعوبة التركيز في المهام والألعاب.
- عدم الانتباه للمتحدّث.
- صعوبات تعليميّة.
- النفور من المهام التي تتطلّب جهدًا عقليّاً.
- سهولة التشتّت رغم ضعف المحفّزات.
- نسيان الواجبات والمهام الموكلة إليه.
بالإضافة لأعراض فرط الحركة: كحركات التململ، والصعوبة في الجلوس، والحفاظ على الوضعيات، وصعوبات اللعب والانتظار؛ وهذا ما يسبّب غالباً مشاكل جمّة في المنزل والمدرسة على نحوٍ مستمر، وعلى كلّ حال لا يتوفّر اختبار محدّد لتشخيص الحالة، حيث أنّ أساس التشخيص يعتمد على دراسة الأعراض ومقاربة الحالة، والذي يتضمّن:
- الفحص الطبي بهدف إلى نفي الأسباب الأخرى التي قد تُسبّب أعراض مشابهة.
- جمع أقصى ما يمكن من المعلومات عن أي حالة طبيّة لدى الطفل، والتاريخ الطبيّ العائليّ بالإضافة إلى السجل المدرسي وملاحظات المعلمين.
- مقابلة واستجواب أفراد الأسرة أو الأشخاص المقربين للطفل، أو من يعرف الطفل حق المعرفة، كالأساتذة والمربيّة ومدرّب النادي على سبيل المثال.
- يُستعمل في المراكز المختصة بعض المعايير لتشخيص ADHD بالإضافة لدليل خاص للاضطرابات النفسيّة والعقلية (DSM-5)، المنشور من قبل الجمعية الأمريكيّة للاضطرابات النفسيّة، وذلك بهدف تقييم المعلومات حول الطفل.
- قد تتظاهر أعراض ADHD في أعمار يافعة، وهذا ما يُصعّب من تشخيصها، ممّا يضطر الأمر أحياناً إلى تقييم عدّة مختصين في مجالات الطب النفسي وفي علم النطق وفي علم السلوك والأطفال.