تعتبر الحشوة واحدة من أكثر الإجراءات السنية شيوعاً، فهي مهمة لإصلاح الضرر الناتج عن تسوس الأسنان ومنع استمرار هذا التسوس وبالتالي إعادة الوظيفة الطبيعية للأسنان، وهي إجراء غير مؤلم يستغرق وقتاً بسيطاً غالباً (حوالي ساعة تقريباً). وهناك عدة خطوات يقوم بها طبيب الأسنان لوضع وتثبيت هذه الحشوات هي:
- الفحص: حيث يفحص طبيب الأسنان الفم ويتحقق من التجويف السني باستخدام أدوات طبية، وقد يلجأ إلى استخدام الأشعة السينية لمعرفة مدى تسوس الأسنان في بعض الحالات.
- التخدير: يستخدم طبيب الأسنان المخدر الموضعي لتخدير المنطقة السنية وهو إجراء مهم بالنسبة للمريض لأنه يساعد على منع الشعور بالألم، ويكون المخدر غير ضروري في بعض الحالات التي تكون فيها الحشوة السنية سطحية.
- حفر السن: يقوم الطبيب بهذه الخطوة بعد تخدير المنطقة السنية حيث يستعمل المثقاب للحفر عبر ميناء الأسنان وإزالة التسوس، ويستخدم بعض الأطباء الليزر أو أداة قشط الهواء لكن بشكل أقل شيوعاً.
- التعقيم والحشو: يعقم الطبيب المنطقة السنية ويحضّرها للحشو وبعد ذلك يملئ الحفرة بالحشوة المناسبة ويصقلها بشكل جيد، وأخيراً يقوم الطبيب بتلميع الأسنان والتأكد من نجاح عملية الحشو.
يختلف الوقت الذي يستغرقه الطبيب لتثبيت الحشوة باختلاف نوع الحشوة فالحشوة البسيطة تستغرق 20 دقيقة غالباً بينما تستغرق الأكبر أو المركبة وقتاً أطول، كما يتعلق هذا الوقت بنوع المواد المستخدمة للحشو فبعض الأنواع تستغرق وقتاً طويلاً أو زيارات متعددة وكمثال على ذلك نذكر مادة الراتينج المركبة تستغرق وقتاً طويلاً ولكنها تجرى في جلسة واحدة.
أما حشوات الذهب والبورسلين تتطلب زيارتين إلى طبيب الأسنان ففي الزيارة الأولى يتم صنع التجويف و تكوين انطباع عن الأسنان وإرساله إلى المختبر لتصنيع الحشوة ويتم تركيبها في الزيارة التالية، يستغرق استبدال الحشوة القديمة الوقت نفسه الذي يستغرقه تركيب حشوة جديدة أو أطول قليلاً إذا كان من الضروري حفر مادة الحشوة القديمة إذ يتم تنظيف التجويف وإزالة مواد التعبئة القديمة واستبدالها بمواد تعبئة جديدة، يجب على المريض أن يتجنب المشروبات والأطعمة الساخنة جداً أو الباردة جداً بعد تركيب الحشوة، ولكنه يستطيع تناول الطعام بشكل طبيعي غالباً.
هناك أنواع مختلفة للحشوات منها:
- حشوات باللون الفضي: وهي مزيج من الزئبق والفضة والقصدير والنحاس، تتميز هذه الحشوات بمتانتها وأسعارها المعقولة قياساً بالمواد الأخرى، ونلاحظ أن بعض الناس يخافون من استخدام الزئبق لكن الخبراء لم يجدوا أي دليل سريري على أن هذه الحشوات ضارة، وعلى الرغم من ذلك يتم استبدال هذه الحشوات بأنواع أخرى بشكل تدريجي.
- حشوات بيضاء اللون: وهي مزيج من جزيئات الزجاج أو الكوارتز وراتنج الأكريليك، تعد هذه الحشوات متينة وتكلف أكثر بقليل من الحشوات المعدنية.
- حشوات الذهب: وهي مزيج من الذهب والنحاس والمعادن الأخرى، هذا المزيج متين للغاية ولكنه أكثر تكلفة، وتصنع هذه الحشوات في المختبر غالباً بعد أن يأخذ الطبيب انطباعاً عن أسنان المريض.
- حشوات الأيونومير الزجاجية: وهي مصنوعة من الأكريليك ونوع من الزجاج يحتوي على الفلورايد مما يساعد على منع التسوس، وتستخدم هذه الحشوات لأسنان الأطفال غالباً وهي غالية الثمن.
- حشوات البورسلين: وهي حشوات باهظة الثمن لكنها تبدو طبيعية ولونها مشابه للون الأسنان، يتم تصنيعها في المختبر بعد أخذ انطباع الأسنان.
يستخدم أطباء الأسنان إجراء حشو الأسنان لعلاج تسوس الأسنان، ولإصلاح الكسور البسيطة فيها، وهو عبارة عن علاج ترميمي للأسنان.
يساعد حشو الأسنان في جعل سطح السن مستويًا وبالتالي التحسن في عملية المضغ، كما أنه وبسبب تسوس الأسنان تفقد الأسنان جزء من الميناء للسن وبالتالي تزداد حساسية الأسنان، ومع القيام بحشو الأسنان تخف الحساسية والألم بشكل كبير.
أول خطوة يتوجب على المريض القيام بها عند حشو الأسنان، هي إجراء فحص شامل للأسنان، حيث أن حشو الأسنان هو العلاج المناسب في حالات التسوس والكسور الطفيفة، أما في الحالات الأصعب من الممكن اتباع إجراءات أخرى كزراعة الأسنان. ويقوم الطبيب بفحص الأسنان بشكل تفصيلي عن طريق مسبار الأسنان لتحديد الأماكن المصابة بالتسوس بالتفصيل، كما يستخدم صور الأشعة السينية للفكين العلوي والسفلي لتحديد المعلومات الدقيقة حول مكان وشدة الإصابة.
بالنسبة للمواد المستخدمة في حشو الأسنان فإن الأنواع مختلفة في حالة حشو الأسنان وملء التجويف وإيقاف ازدياد المشاكل في السن، ومن هذه المواد المستخدمة الخزف، والزجاج الشاردي، والملغم الفضي، والطعوم الذهبية، ويرجع اختيار أحد هذه المواد إلى عدة عوامل منها مكان المشكلة السنية، والتاريخ المرضي، والمتطلبات التجميلية، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية للمريض.
عند القيام بحشو الأسنان فإن أول خطوة يقوم بها الطبيب هي إعطاء حقنة تخدير موضعي لمنطقة السن وما يحيط به، الأمر الذي يريح المريض أثناء عمل الطبيب. في الخطوة التالية يقوم الطبيب بإزالة الأجزاء التالفة من السن باستخدام حافرة الأسنان أو الليزر، وستخدم مادة حمضية لتعقيم المنطقة وإزالة البكتريا والبقايا الناتجة من السن، وفي المرحلة الثالثة يضع المادة المراد حشو السن بها ليملأ تجويف السن المعالج،.
في حال كون الحشوات المركبة يتوجب على الطبيب عزل السن المصاب عن الأسنان المجاورة له لتجنب وصول الرطوبة إلى المنطقة وبالتالي تأثر عملية الترابط، ولهذا لابد من وضع مواد لاصقة قبل مواد الحشو، بعد ذلك يمكن دعم المادة المركبة باستخدام شعاع ضوئي للربط الخاص، وفي المرحلة الأخيرة يقوم الطبيب بصقل سطح السن للوصول إلى النتيجة النهائية للحشو.
بعد الانتهاء من عملية حشو الأسنان من الضروري أن يتحدث الطبيب لمريضه عن كيفية الوقاية من حدوث التسوس تحت حشوات الأسنان أو في المناطق القريبة منها، وبالتالي المحافظة على جميع الأسنان الأخرى. ومن هذه النصائح استخدام معجون أسنان يحوي في تركيبه على الفلورايد لتنظيف الأسنان مرتين يوميًا على الأقل، واستخدام المحلول المنظف لما بين الأسنان، بالإضافة لتنظيف الأسنان بالخيط، وفي حال كون المريض لديه احتمالات أكبر للتسوس نتيجة ضعف بأسنانه لابد من وضع مواد تمنع التسرب على الأضراس الأخيرة في الفكين لتجنب تراكم طبقات البلاك وحدوث تسوس في المنطقة، ويحدد الطبيب لمريضه مواعيد زيارة دورية لعيادة الأسنان للكشف والاطمئنان على صحة الأسنان ولعلاج أية مشكلة حال حدوثها وعدم التأخر في العلاج.