يتمثل الذكاء البشري بالإمكانات العقلية القادرة على التعلم من التجارب، والتكيف مع المواقف، ومعالجة المفاهيم المجردة واستخدام المعرفة للتكيف مع المواقف والبيئات الجديدة بالإضافة ،لخلق أفكار قائمة على أسس معرفية سابقة. وقد اختلف الكثير من الباحثين حول وضع تعريف محدد لذكاء، فمنهم من ركز على قدرات التفكير كعالم النفس لويس تيرمان، ومنهم من ركز على قدرات التعلم وخلق ردود جيدة للمشاكل والأسئلة كعالم النفس إدوارد ثورنديك، ولكن من المتفق عليه أن لكل إنسان معدل ذكاء خاص يختلف به عن باقي الناس.

ولمعرفة درجة الذكاء التي تملكها يمكن اجراء اختبار الذكاء (IQ) الذي هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة أو الأنشطة التي تطرح على الأفراد لاختبار قدراتهم العقلية، وذلك حسب فئاتهم العمرية، حيث يوجد اختبارات خاصة بالأطفال، واختبارات خاصة للراشدين، أو أيضًا للمسنين. ووضع العالم لويس تيرمان أول اختبار للذكاء عام 1916، وعرف باختبار ستانفورد-بينيت، الذي اعتمد في تقيميه لمستويات الذكاء على عملية حسابية تتضمن معرفة معدل العمر العقلي أي القدرات التفكيرية والقدرة على تقديم أجوبة دقيقة بالنسبة للعمر البدني، ثم ضرب الناتج ب 100، فإذا كان الناتج أكبر من مئة فالشخص يمتمتع بذكاءٍ فوق المتوسط، وإن كان الناتج أقل من مئة فالشخص يمتلك ذكاءً دون المتوسط، فعلى سبيل المثال إذا أجري اختبار يعطى عادة لطفل عمره 12 سنة على طفل عمره 10 سنوات وكان اختباره جيدًا، سيكون معدل ذكائه ناتج ضرب نسبة 12 على 10 بالعدد 100، أي 120، بالتالي فإن معدل ذكائه فوق المتوسط.

كما يوجد أنوع مختلفة لاختبارات الذكاء أخذت مناحي عدة، فمنها ما شخص الإعاقات الذهنية، ومنها ما اختبر الصعوبات في التعلم، ومنها ماقاس القدرات العقلية المختلفة، ومن هذه الاختبارات نذكر ما يلي:

  • اختبار الذكاء غير اللفظي الشامل: وهذا الاختبار خاص بالأطفال بعمر الخامسة أو ما دون بقليل، وكذلك للمراهقين من عمر سبع سنوات إلى عمر إحدى عشرة سنة، ممن لديهم مشاكل باللفظ، ويتضمن الاختبار مجموعة من المراحل تتجلى في تنشيط الذاكرة لحفظ الرموز والأشكال وأماكنها والتفكير المنطقي وتقديم إجابات وحل متاهات فعلى سبيل المثال يعطى للطفل عدة صور بألوان مختلفة لمدة 5 ثواني، ثم تختفي ليُسأل الطفل عنها، ووفقًا لدقة إجابته وسرعته يحدد ذكاؤه.
  • اختبار بيبودي للتحصيل الفردي: وهو من الاختبارات المخصصة للإعاقات الفردية، ويتضمن 6 اختبارات تحدد مقدار الصعوبة في التعلم عند الأطفال، فيحوي الاختبار على أسئلة معلومات عامة، واختبارات تحدد مهارات القراءة، والتعبير، بالإضافة لاختبارات رياضية تتضمن أسئلة استنتاجية، وأسئلة اختيار من متعدد تحدد مستوى وسرعة البديهة.
  •  مقاييس ويشيلر للذكاء: حيث أوجد عالم النفس ديفيد ويشيلر ثلاث مقاييس للذكاء خلال عام 1939، وسميت هذه المقاييس باسمه، وكانت مقسمة بحيث يناسب كل مقياس منها فئة عمرية محددة، باعتبار أن الذكاء ليس فقط قدرات عقلية بل هي أداء فكري يعتمد على قدرة الأشخاص في التأقلم مع الظروف المستجدة، فقسم ويشلر مقاييسه إلى فئتين، حيث تقيس الفئة الأولى مهارات التذكر والاستيعاب، في حين تعالج الثانية الإمكانيات التحليلية والمنطقية، بالإضافة لاختبار القدرة على إيجاد حلول للمشاكل.
  • مقياس الأداء التنفيذي: هو أحد المقاييس الذي يتضمن تقيمًا أكثر شمولًا للمهارات الإدراكية، حيث عالج ثلاثة مظاهر أساسية، فركز المظهر الأول على قدرات الشخص في تركيز اهتمامه على موضوع واحد دون تشتت، أما المظهر الثاني فاهتم باستحضار المعلومات وقدرات التذكر، في حين اعتمد المظهر الثالث على المرونة الإدراكية.

أكمل القراءة

قد يكون مدى ذكائك هاجسًا هامًا لك لمعرفة قدراتك وإمكانياتك في النجاح والوصول لأهدافك، لذا لكي تكون قادرًا على تحديده يمكنك استخدام اختبار الذكاء الذي يعمل على قياس مقدراتك في التفكير والتحليل، فهو يقيس مدى جودة استخدامك لمعلوماتك ومنطقك في تحليل الأسئلة والإجابة عنها أو التنبؤ بإجاباتها. تبدأ هذه الاختبارات في تقييم ذلك عن طريق قياس الذاكرة قصيرة المدى والطويلة المدى، كما تقيس مدى قدرتك على حل الألغاز وتذكر المعلومات التي سمعتها ومدى سرعتك في الإجابة.

تُستخدم هذه الاختبارات لتحديد مستويات الطلبة في المدارس والجامعات، كما تستخدمها بعض الحكومات في اختيار الموظفين، وتستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية حتى في اختيار عناصر جيشها، وذلك لتحديد من منهم يتوقع أن يكون قائدًا ناجحًا أو مهاراته أعلى من غيره وكفؤ أكثر لاستلام الوظيفة. حيث يجد الكثير من علماء النفس الذين يدرسون الذكاء أنّ لمعدل الذكاء علاقة بكيفية تصرف الشخص بمواقف معينة؛ على سبيل المثال عند التفكير بالعلوم أو الهندسة أو الفن أو قيادة فرق من الناس، ولكن بالمقابل لا يمكننا تجاهل الكثير من الأمور الهامة الأخرى التي يمكنها أن تقود للنجاح والإنجاز مثل المثابرة والطموح والفرصة الجيدة والقدرة على التفكير الجيد، وحتى الحظ الجيد، فالذكاء أمر مهم ولكن ليس هو كل شيء.

وجدت اختبارات الذكاء منذ أكثر من قرن، أول من أوجدها هم الفرنسيين واستخدموها حينها لاختيار الطلاب الذين يحتاجون لمساعدة إضافية في المدرسة، لتستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك في الحرب العالمية الأولى بعد إضافة بعض التعديلات عليها، لاختيار المحاربين الكفؤ للدخول في الحرب بدلًا من استخدام عناصر أقل ذكاء والوقوع في مشاكل، وما زالت الكثير من الجيوش تستخدم الاختبارات لتأهيل قواتها المسلحة.

في يومنا هذا لم يعد مفهوم اختبارات الذكاء كأسلافها بل بدأت تأخذ أكثر من اتجاه، فظهرت اختباراتٌ لتشخيص الإعاقات الذهنية واختباراتٌ لتحديد صعوبات التعلم لطلاب المدارس وغيرها للأشخاص البالغين لتحديد كيفية تأثير التقدم في العمر على قدراتهم التفكيرية.

من أشهر أنواع اختبارات الذكاء المستخدمة في أيامنا هذه ما يلي:

  • الاختبار غير اللفظي الشامل (Universal Neverbal Intelligance Test): يتكون هذا الاختبار من أكثر من مرحلة تتضمن تحفيز الذاكرة وتحفيظ للرموز والأشكال المختلفة وإمكانية تذكرها، بالإضافة إلى حل المتاهات وتركيب المكعبات والتفكير المنطقي، وهو أحد الاختبارات المخصصة للفئات العمرية الصغيرة حتى سن الخمس سنوات، ومن السبع سنين حتى الـ11 عامًا الذين يملكون مشاكل لفظية.
  • اختبار بيبودي للتحصيل الفردي (Peabody Individual Achievement Test): يخصص هذا الاختبار للأطفال الذين يعانون من إعاقات عقلية ولفظية، يضم ست اختبارات لاختبار قدرة الطفل على التعلم ومدى صعوبتها، حيث يتم طرح عليه مجموعة متنوعة من الأسئلة العامة وتحديد إمكانياته في القراءة بصوت عالٍ ومفهوم وقدراته في إنشاء مواضيع تعبيرية كتابية، بالإضافة إلى أسئلة رياضية استنتاجية واختيار من متعدد لتحديد مستوى بديهته.

بعد أداء الإختبار يتوقف مدى ذكائك على مجموع الدرجات التي حصلت عليها، فإن أحرزت 100 درجة فأنت ذو ذكاء متوسط، أمّا إن كانت درجاتك تحت الـ70 درجة فأنت ذو ذكاء منخفض، ولكن لو حصلت على نتيجة أكثر من 100 وخصوصًا فوق الـ130 درجة فأنت شخصٌ ذكيٌ بمعدل عالٍ.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "كيف اعرف ذكائي"؟