كيف اجعل شخص ما يشعر بتحسن
نحن البشرُ في طبيعتنا الفطريّة نُحبُّ أن نساعد الأشخاص وخصوصًا المُقرّبين منّا، فعند رؤيتنا لأحد الأصدقاء يشعرُ بالسوء أو التعب أو الإحباط، كيف يمكنُنا أن نُخفّف عنه ونساعده في تخطيّ الأمر ونرسم الابتسامة على وجهه؟
بالتأكيد لديك أصدقاء عزيزين ومقربين جدًا، وقد يمر البعض بأوقات عصيبة قد تسبب لهم حالة من الاكتئاب والإحباط، فإذا كان بالإمكانك مساعدة صديقك لتجاوز هذه الأوقات الصعبة، تستطيع القيام بالخطوات التالية:
- التواصل معه بشكل لطيف وإيجابي، وإعطائه المساحة في الحديث والاستماع إليه باهتمام.
- اقتراح الخروج إلى أماكن يفضلها صديقك كالحدائق أو الأماكن الهادئة.
- إبداء التعاطف معه في المحنة التي يمر بها، ومحاولة إعطائه بعض النصائح والحديث عن أشخاص قد مروا بنفس المواقف الصعبة.
- إذا كان صديقك يحاول القيام بعمل ما لمعالجة الموقف من تلقاء نفسه يجب إعطاؤه الفرصة بذلك مع بعض النصائح التي قد لا تزعجه.
- طرح فكرة ممارسة بعض الأنشطة التي تساعده على نسيان ما يمر به من أوقات صعبة، كرياضة المشي أو الذهاب لنادي رياضي، فالنشاط البدني يساهم في تحسين النفسية.
- حاول ابتكار طريقة معينة للتواصل، عندما يكون من الصعوبة اللقاء مع صديقك والحديث معه، كالرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية.
- اطرح عليه فكرة الخروج لتناول شيء يفضله في أماكن محببة لديه كتناول القهوة أو المثلجات.
- التعامل مع صديقك بهدوء ولطف وامتصاص غضبه عندما يكون بحالة انفعال واضطراب لسبب ما، كما عليك أن تشعره بوقوفك إلى جانبه وعدم تخليك عنه تحت أي ظرف.
- حاول دائمًا بث الأمل بنفسه لتجاوز المحنة التي يمر بها.
مساعدة الأشخاص والإيثار هي صفاتٌ موجودةٌ داخل كل إنسان، ولكن كيف يمكنك أن تترجم تلك الصفات إلى أفعالٍ وكلام؟ حيث يساهم في تحسين حالة الأشخاص الذين يتعرضون إلى الضغوط النفسية التي قد تحصل نتيجة مشاكل الحياة والعمل والخ….
بداية يجب عليك الانتباه إلى عدم توقع نتيجةٍ إيجابيةٍ مباشرة من خلال محادثةٍ صغيرةٍ واحدةٍ، وتذكر دائمًا أن تكون عطوفًا ومستمعًا جيدًا، فالاستماع بعطفٍ في كثيرٍ من الأحيان قد يفيد أكثر من تقديم الحلول، ومن المهم معرفة الوقت اللازم والمواضيع التي يجب البدء فيها أثناء التحدث إلى شخصٍ يعاني من ضغوطٍ نفسيةٍ، نقدم لك بعض الاقتراحات الممكنة والأسئلة التي تسهل لك الطريق في الحديث:
- أنا أشعر بالقلق تجاهك.
- لاحظت بعض الاختلافات في حالتك وسلوكك وأصابني فضول لأسألك عن حالتك.
- منذ متى تلازمك هذه المشاعر ؟
- هل قررت طلب المساعدة من أحد ؟
- مالذي حدث معك فجعلك تشعر بهذا ؟
كما أن هنالك بعض النقاط التي تساعد في جعل شخصٍ ما يشعر بالتحسن منها:
- الامتنان للأشياء الجيدة: الامتنان هو الاعتراف والتقدير لكل الأشياء الجيدة الموجود في حياة الإنسان، والتي تكمن في الكثير منها خارج الكيان الذاتي، كأن يعترف الشخص بفضل بعض الأمور والأشخاص في حياته، يساعدونه ويقفون معه في الأوقات العصيبة. يرتبط الامتنان في علم النفس الإيجابي بالسعادة، وثبات المشاعر الإيجابية، وبناء علاقاتٍ أكثر قوة، لذلك من الجيد جدًا الدفع بالشخص للنظر إلى حياته من زاويةٍ أخرى يكون قادرًا من خلالها على الشعور بالامتنان مثل (كتابة مذكرات يشكر فيها بعض الأمور الموجودة في حياته أو الصلاة فالصلاة تعزز مشاعر الامتنان بشكل كبير.
- صنع عالم إيجابي: حاول أن تقنع الشخص بأن يضع هدفًا في يومه، وهو أن يحاول الابتسام ثلاث مرات في اليوم للناس أو حتى مع نفسه، ذلك التركيز على ربط الهدف اليومي بالابتسام يساهم بشكلٍ فعليٍ في تحسين المزاج .
- تحدي الذات: يمكن أن تقنع الشخص بأن بقوم بفعلٍ يتحدى به ذاته يتضمن مساعدةً لأحدهم، كأن يقوم بتوصيل بعض الأغراض لأحدهم أو أن يساعد في إطعام طفلٍ جائعٍ أو مساعدة رجلٍ مسنٍ في أمرٍ ما.
على مدى الأيام يتعرض الإنسان لمصاعب وعقبات متعددة في حياته، وقد يواجه من نُحب هذه الأيام العصيبة، وحينها لا بدّ من التدخل ومدّ يد المساعدة لإخراجهم من حالتهم، والأخذ بيدهم لتجاوز محنتهم هذه، ولعلّ الأساليب كثيرة والطرق متعدّدة وتختلف من إنسان لآخر ومن موقفٍ لآخر، ولعلّ هذه الخطوات التالية ستساعد في أغلب الأحيان:
- إسأل إن كانوا بحاجة للمساعدة أو العون، ولعدّة مرّات في أكثر من توقيت، موضحاً بذلك نيتك الطيبة للمساعدة، ومعبّراً عن مكانتهم القلبية لديك.
- حاول التواجد مع من تحب في أغلب الأوقات، والاتصال بهم دائماً للتخفيف عنهم، وتبادل أطراف الحديث عن كل شيءٍ متاح أو مشترك بينكم.
- دائماً فاجئهم بالأشياء التي يحبونها، كإحضار المأكولات المفضلة لديهم، أو المثلجات أو المكسرات، أو الورود المفضلة لديهم.
- شاركهم نشاطاتهم التي يحبونها، ويستمتعون بها بشكلٍ دائمٍ، كممارسة الرياضة سويّاً، أو الاستماع للأغاني المفضلة لديهم، ومشاهدة الأفلام أو الرحلات القصيرة للأماكن المحبّبة.
- التركيز على إيجابيّاتهم وما يمتلكون من مقومات السعادة والنجاح، وإخبارهم بها مراراً وتكراراً.
- تمضية الوقت سويّاً، وإكثار الحديث عن المستقبل بشكل متفائل، وتصوّر وتخيّل أحداث قادمة مُضحكة أو مسليّة أو إنجازاتٍ متعدّدة تلوح بالأفق.
- تجريب أشياء جديدة سويّاً كنتم ترغبون بتجربتها سابقاً.
تذكّر دائماً إنّ المحبة الدائمة والصداقة الحقيقية والمواظبة على إعطاء كل ما تستطيع لمن تحب هو المفتاح لتجاوز جميع الأزمات.
أن تمتلك صديقًا في الحياة يعني أن تُقدر الأوقات الجيدة لكما معًا، وأن تؤمن بأن الأوقات الصعبة ستمضي دون أن تترك أي آثار تُذكر. يمر أي شخص منا بفترات متقلبة من حياته، نشعر أحيانًا بأن حياتنا بكافة جوانبها تحت السيطرة ونكون بمزاج مرتفع للغاية، وفي أحيان أخرى نشعر بأننا ضائعون لا نملك أدنى فكرة عما يجرى في داخلنا وفي داخل حياتنا، ولكننا نخرج منها في أي حال. هذه التقلبات جزء طبيعي من عملية التطور النفسي واكتساب الخبرات التي نطورها بشكل يومي، علينا أن نتفهم هذه النقطة لكي نساعد أنفسنا ولنساعد أصدقاءنا والأشخاص المقربين حولنا عندما يمرون بالمرحلة هذه.
لا يمكننا أن نتصور مدى الشعور الجيد الذي يخلق داخلنا عندما نساعد شخصًا قريبًا في تخطي مرحلة صعبة مهما كانت، فطرة الإنسان وغرائزه مجبولة بالإيثار ومساعدة الآخرين، هي قيم تربينا عليها منذ الصغر.
سأتناول فيما يلي مجموعة من الخطوات التي تحسن من شعور الآخرين وترفع من مزاجهم:
- إخبارهم بأننا نشعر بأنهم ليسوا على سجيتهم في الآونة الأخيرة ،وأننا جاهزون للاستماع لهما متى أرادوا الانفتاح والتحدث مهما كان الموضوع.
- الاستماع بشكل جيد والحفاظ على تواصل بصري جيد بعيدًا عن الانشغال بأي شيء حتى نشعرهم بأننا بكامل جوارحنا نشعر بهم ونريد أن ننصت لهم.
- أن نكون متفهمين لأي موضوع يطرح وأن نكون بعيدين كل البعد عن الانتقاد اللاذع أو الصراحة الصارمة، هذا لا يعني أن نراوغ في آرائنا لا! يجب أن نقول رأينا الحقيقي ولكن بطريقة لطيفة تراعي مشاعر الآخرين.
- تعزيز النظرة الإيجابية للأمور ومحاولة طرد أي أفكار سلبية تشغل التفكير، إن مساعدة الآخرين في التركيز على الأمور الإيجابية في أي موقف هي بمثابة الخطوة الأهم التي نستطيع أن نساعد بها؛ لأن الفرد يغرق في مشاكله ويحتاج لشخص ومراقب آخر خارجي ليساعده في رؤية الأمور بحلتها الإيجابية حيث لا يكون قادرًا على القيام بذلك بمفرده.
- تعزيز ثقتهم بالنفس وتقويتها، التركيز على الصفات الإيجابية في شخصياتهم وتذكيرهم بمواقف سابقة كانوا فيها بحلة أقوى وطاقة أعلى فهذا يساعد في استرجاع القوة النفسية المفقودة.
- إن القيام بالنشاطات المختلفة يحسن أيضًا من حالة الآخرين، إيجاد هواية مشتركة للبدء بها أو القيام بمغامرة في الطبيعة مثلًا قد يبعث الاسترخاء في النفس، حيث أن رؤية الغابات بلونها الأخضر ورؤية البحر بلونه الأزرق البهي يرفع من الهرمونات العصبية التي تحثنا على الاسترخاء، قد يكون تحضير الطعام أو الخروج لتناول المثلجات أو احتساء القهوة كفيل وكاف لخلق شعور جيد في النفس.