كيف اتعلم لغة الجسد
يُقال إن من يفهم لغة الجسد يتواصل مع غيره بشكلٍ أفضل، وإنه يستطيع فك شيفرة شخصيات الناس المختلفة، فكيف نتعلم لغة الجسد؟
لغة الجسد عبارة عن إيماءات جسدية غير مقرونة بالنطق، وذلك للتعبير عن مشاعر وعواطف معينة، ويمكن استخدام هذه الإيماءات لكي يبدو الشخص فيها أكثر جاذبية وإيجابية للتفاعل مع محيطه أو مع الآخرين، ومن خلال معرفتك لغة الجسد يمكنك أن تتعرف على مشاعر الآخرين سواء إيجابية أو سلبية، ومن أبرز أساسيات تعلم لغة الجسد:
- حركة الرأس: لها مدلول على الرغبة في الإنصات لحديث ما أو لا، في حال كانت إيماءات الرأس سريعة إلى حد ما فهي تدل على عدم الاهتمام بمواصلة الحديث، أما إذا كانت حركة الرأس تتسم بالهدوء والتأني فتدل على الإنصات.
- حركات الوجه: أكثر جزء في الجسم يكشف انفعالاتك وعاطفتك اتجاه حديث ما أو شخص ما، فمثلًا عند إغلاق العينين والفم قد تدل على حالة عاطفية لها علاقة بالقلق او الغضب أو الحزن، وأحيانًا تدل على كل ما سبق معًا، أما الابتسامة إما ناتجة عن فرح وسعادة وعندها ترتسم تجاعيد واضحة حول العينين وتتحرك كامل عضلات الوجه، وفي بعض الأحيان تكون نتيجة سخرية من شيء ما أو مجاملة وفي هذه الحالة تبقى تفاصيل الوجه ثابتة والابتسامة مرسومة على الفم فقط.
- العينين: بالإمكان قراءة لغة العين من خلال العديد من الحركات ومعرفة مشاعر شخص نتحدث إليه، فمثلًا إذا كان يبعد نظره عنك نحو الأسفل فهو قلق ومتوتر، أما إذا كان يحدق صوبك مباشرة فهو إما راغبًا بالحديث معك والاستماع إليك أو بحالة تحدي لك، وبالتالي فتح نقاش قد يكون حادًا، أما في حال كان دائم النظر نحو الجانبين فهو بحالة ملل وعدم الاكتراث بالحديث معك، فعند التحدث إلى شخص يفضل النظر إليه لإظهار الاهتمام به مع تجنب التحديق.
- اليدين: تستطيع أن تكتشف من خلالها ما يجول في خاطر الطرف الآخر، فوضع اليد على الصدر تدل على عدم الرغبة في الحديث أو القلق، أما وضع اليدين في الجيوب تدل على عدم الراحة والقلق، وضع الرأس على اليد يدل على الاهتمام والرغبة في الاستماع، شبك اليدين عند الجلوس ووضعهما على الطاولة تدل على حالة ثقة بالنفس.
- حركة القدمين: فعند الجلوس يدل اتجاه القدمين نحو الشخص المقابل على الاهتمام بالحديث معه، وحركة الاهتزاز لأحد الرجلين تدل على التوتر والقلق.
- اللمس: ويعتبر من الجوانب المهمة في قراءة حركة الجسد، فطريقة المصافحة تدل على نوع شخصية المصافح وطبيعتها، بالإضافة لحركات أخرى يقوم الشخص بها مثل وضع اليد على الكتف وهي تدل على الود والتقرب.
لغة الجسد تقدّم صورة واضحة عن شخصيّة الإنسان وهي أسلوب تواصل مع الآخرين عبر الحركات والإيماءات المختلفة للجسد، جميعنا نقوم به بصورة سيّئة أو جيّدة، يمكنك تحسين لغة الجسد والتحكّم بها بمجموعة من الإجراءات بقراءة كتب مخصصة لذلك إن كنت ترغب بتعميق تعلم لغة الجسد، وإليك بعض الأساسيّات التي تساعد لغتك الجسديّة بالتوجه نحو الإيجابيّة وجعلها تُعبّر عنك بشكل واضح وصحيح:
- اقرأ لغة العين للشخص الآخر فإذا كان ينظر للأسفل باستمرار فهذا يدّل على القلق والتوتر بينما النظرة الجانبيّة تبيّن ملل الشخص وعدم اهتمامه بما تتكلّم به، كما أن اتساع حدقة العين تدل على اهتمام الشخص بك بينما تقلّصها تشير إلى اهتمام الشخص والتفكير بما تقوله، والنظر بشكل سريع إلى شيء ما يدل على اهتمام الشخص بهذا الشيء و حاول تجنّب التحديق باستمرار لأنه يجعل منك غير مريحاً.
- انتبه لحركة الوجه فعند الضحك بتزييف يتحرك الفم فقط بينما الضحكة الحقيقيّة تحرّك جميع عضلات الوجه، والابتسام واسترخاء الفم بشكل خفيف يدل على الراحة والسعادة فحاول دائما التركيز على هذه الحركات وتجنّب ضغط أسنانك بشدة.
- انتبه لحركة الجسد فعندما يقلدّك الشخص بحركاتك وإيماءاتك فهذا دليل على محبّة الشخص لك، بينما تحريك الرأس بسرعة يشير إلى عدم الاهتمام والملل ونفاذ الصبر وربّما قد يشير إلى رغبة الشخص في التحدّث، وتحريكه للخلف تنبه على الشك بما يُقال.
- اقرأ حركة الأقدام حيث وضعيّة أقدام الشخص عند الجلوس تكون باتجاه ما يريد الذهاب إليه، فإذا كانتا باتجاهك فهذا دليل على رغبة الشخص بك.
- اقرأ حركة اليدين فعد وضع اليدين في الجيوب أو على الرأس قد يكون دليل على توتر الشخص، وعند وضع الرأس على اليد دليل على الاهتمام بينما على اليدين تدل على الملل، انتبه لحركاتك تجنّب دائماً وضع يديك على الصدر لأنها تشرح عدم رغبتك بالحديث وربّما تبيّن قلقك وانطواءك الذي لا تريد إظهاره.
تبدأ بتعابير الوجه وحتى حركات الجسم عموماً، فالأشياء التي لا نقولها ما تزال قادرة على نقل كميات كبيرة من المعلومات. ويعد فهم لغة الجسد أمر مهم، لكن من الضروري الانتباه لإشارات أخرى كالسياق، وغالباً يجب النظر للإشارات وعدم التركيز في إشارة واحدة فقط.
هناك أسباب كثيرة تجعل من تعلم لغة الجسد شيء مهم:
- فهم لغة الجسد يجعل من الإنطباع الأول أفضل، وهو أقوى انطباع يأخذه شخص عن شخص آخر، حيث تساعد لغة الجسد الإيجابية على إظهار الإخلاص والثقة والحب.
- يساعد فهمها في التفوق خلال مقابلات العمل، ففي المواقف الصعبة كهذه تساعد لغة الجسد في إظهار الشخص بمظهر هادئ ومتزن وواثق وحتى مهتم بالعمل.
- تمكن لغة الجسد من التعامل مع مراجعات الأداء بتوازن، سواء عند انتقاد أداء زميل أو الثناء عليه، يجب أن تعكس لغة الجسد كل ما ينوي الشخص قوله.
- تسمح هذه اللغة للشخص بالتحرك بسرعة أكبر في الحياة اليومية، حيث يساعد الوعي المنتظم لإشارات لغة الجسد على تطوير مستوى أعلى من الذكاء العاطفي، ويخلق تأثير إيجابي على الصحة العقلية.
هناك خمس طرق تساعد في تعلم لغة الجسد وهي:
- انتبه للتواصل البصري الكافي: فتجنب التواصل بالنظر سيعطي انطباع سلبي.
- انتبه للمصافحة القوية بالأيدي: فكلما كانت القبضة قوية كلما نقلت إحساس بالثقة والاتزان.
- راقب الابتسامات الخفيفة: الابتسامة الحقيقية ستجعل من الجلد بزاوية العين يتجعد، ولايمكن تصنعها بسهولة.
- راقب الجلوس على هيئة جيدة: فعند الجلوس أو الوقوف بطريقة شامخة ومنتصبة ستعطي شعور بالقوة والسلطة.
تُعد لغة الجسد من أهم مفاتيح النجاح في الحياة الاجتماعية والمهنية، وتعتبرأهم من اللغة اللفظية متمثلةً بالحركات والإشارات وتعابير الوجه ولها قدرةٌ كبيرةٌ على إيصال المعاني المراد قولها بطريقةٍ فعالةٍ، يمكن أن تقدم لغة الجسد عبر التواصل البصري والإيماءات التي تقوم بها رسائل قوية جدًا تبث في الأشخاص الآخرين الثقة وتبعث في داخلهم شعور الراحة والأمان.
كيف يمكن تحسين لغة الجسد، فمن المعروف أن لكلّ شخصٍ لغة جسدٍ خاصةً به، وقد تكون تلك اللغة أحد العوائق التي تواجه الشخص في حياته، لذلك يوجد طرقٌ لتحسين تلك اللغة، منها:
- التحكم في التوتر: يمكن أن يسبب التوتر سوءًا في التواصل مع الناس وسوءًا في تقدير الآخرين ومن المعروف أن العواطف قد تنتقل بين الأشخاص وتسبب عدوى؛ لذلك تجنب أن تنقل للناس المشاعر السلبية. يمكن أن يتم السيطرة على التوتر بالتوجه إلى بعض الممارسات التي تسبب بعض مشاعر الراحة مثل مشاهدة الصور لشخصٍ تحبه أو شم رائحةٍ جميلةٍ أو سماع موسيقا أو تشتيت التوتر عبر الضغط على أي كرةٍ مطاطيةٍ. ومن المعروف اختلاف الاستجابة بين الأشخاص لتشتيت التوتر لذلك يجب عليك التجريب حتى تصل إلى سلوك مريح.
- قراءة العين: هناك العديد من السلوكيات التي تعطي بعض الدلالات عن مشاعر الشخص تجاهك، فإذا نظر الشخص في اتجاهٍ بعيد عنك فيدل ذلك على التململ، أما توسع حدقة العين فقد يدل على الاهتمام كما يدلّ أيضًا على التوتر.
- حركة الفم: يمكن أن تشير حركة الفم إلى بعض المشاعر التي تكون غير حقيقيةٍ مثل تحرك الفم فقط أثناء الضحك من دون تفاعلٍ في عضلات الوجه.
- يمكن أن يدل التقليد في بعض السلوكيات التي يقوم بها أحد الأشخاص للآخر على محبته له ورغبته بالتقرب منه. وأثناء الحديث مع أشخاص آخرين علينا أن ننتبه لحركة الرأس، فقد يدل تحريك الرأس باستمرار على التململ والرغبة بالكلام.
- حركة اليدين: يُعتبر وضع اليدين داخل الجيوب من علامات التوتر والرغبة بإخفاء أمرٍ ما، كما أن وضع الرأس على اليد أثناء الاستماع لحديثٍ ما دليلٌ على الاهتمام، أما وضع اليدين على الصدر أثناء المحادثة فيعتبر كوسيلة دفاعٍ أو على أن الشخص يشعر بالقلق والضعف.