كيف اتعلم تحليل الشخصيات

2 إجابتان

يمكن تعريف الشخصية على أنها طريقة الفرد في التفكير والشعور والتصرف، أو هي مجموع الأفكار والمشاعر والتصرفات المميزة لفرد بعينه. قبل أن أواصل مع تعريف الشخصية، أحب أن أطرح الجدل الخاص بحقيقة وجودها، حقيقة وجود هوية للفرد يمكن التعبير عنها بصورة من الصورة. أنا لا أملك رأياً في المسألة، لذلك أسألك أنت، ولعل لديك إجابة عن سؤالي، لعلك ستعيد ذات الكلمات التي بدأت أنا بها، من أن شخصية الفرد أو هويته (لاحظ أن مصطلح الهوية أكثر شمولاً وعمومية من مصطلح الشخصية) هي أفكاره ومشاعره وتصرفاته، ثم ضف إلى ذلك – لو كنت ترغب في تحديد هويته بالذات – انتماءاته وصفاته الجسدية وغيرها مما يمكن أن يعبر عنه هو، عن الشخص موضع النظر.

لكن ألا تتغير تلك الأشياء في كل لحظة أنت الآن مثلاً طفل تخاف الوحش المختبئ أسفل سريرك، ثم لم تعد طفلاً ولا عدت تؤمن في الوحش، وهكذا الأمر مع سائر الأشياء، بل هكذا الأمر مع جسدك وملامحك فلا شيء يبقى كما هو. لكن على أي حال هنالك صفات أو أفكار أو مشاعر لك نستطيع تحديدها في اللحظة الحالية، ونستطيع أيضاً أن نفترض أن تلك الصفات والأفكار والمشاعر ستدوم كلها أو بعضها لوقت ما، إذاً نستطيع خلال ذلك الوقت أن نسميها شخصيتك. وطالما لا يدرس السيكولوجي أو كما نسميه علم النفس خصائصك الجسدية ويركز على خصائصك النفسية، وطالما نستطيع أن نحدد خصائصك النفسية تلك ولو مؤقتاً، يصيح بمقدور علم النفس أن يدرس شخصيتك تلك.

مرة أخرى شخصيتك هي أفكارك و مشاعرك وسلوكياتك ونحو ذلك، وعندما يهم علم النفس بدراسة الشخصية يركز على شيئين هما: الفوارق الثابتة بين الأشخاص، وأوجه التشابه بينهم. يبقى الجدل حول إن كان يمكن إدراج البشر تحت تصنيفات محددة للشخصية، وهنا تظهر مجموعتين من النظريات، هي النظريات الخلطية (Humoral) والشكلية (Morphological).

بدأت النظريات الخلطية لتحديد نمط الشخصية عند الفلاسفة اليونانيين في الفترة المعروفة في تاريخ الفلسفة بما قبل سقراط، بالتحديد عند إمبدقليس (Empedocles)، أفترض هؤلاء أن أنماط الشخصية تتحدد عبر التوازن بين العناصر الأساسية وهي عناصر الماء والهواء والنار والأرض. الآن تستعمل كلمة النظريات الخلطية للإشارة إلى نظريات أنماط الشخصية التي تحدد الشخصية عبر الهرمونات والنواقل العصبية.

النظريات الشكلية تركز على الخصائص الجسدية ونمط الكروموسومات. أول من وضع تلك النظريات كان الطبيب النفسي الألماني إرنست كريتشمير (Ernest Kretschmer) في كتابه الخصائص البدنية والشخصية (Physique and character) المنشور سنة 1921. مع تطور الدراسات النفسية تطور مفهوم الشخصية خصوصاً بفضل مدرسة التحليل النفسي.

تبرز مدرسة التحليل النفسي من بين المدارس السيكولوجية العديدة. كان لسيغموند فريود رائد الدراسات النفسية الفضل في تأسيس التحليل النفسي (Psychoanalysis) وهو من سما نظريته تلك باسمها. بدأ التحليل النفسي على أساس ملاحظات فرويد خلال الدراسات السريرية التي قام بها رفقة الطبيب والأخصائي النفسي جوزيف بروير. ورغم نشأة التحليل النفسي أثناء دراسات أُجريت على المرضى النفسيين إلا أنها باتت تشمل دراسة شخصيات المرضى النفسيين والأصحاء في ذات الوقت. ركزت دراسات فرويد وبروير على الأمراض العصابية كالهيستريا والفوبيا.

كان للأبحاث التي قام بها كل من فرويد وكارل يونغ وألفرد أدلر تأثيراً على نظريات الشخصية، حيث تحول الاهتمام من الوصف المجرد لأنواع الشخصية إلى الكيفية التي أصبح بها الفرد على ما هو عليه. مع المزيد من التطور للنظريات النفسية أنصب الاهتمام على الفوارق بين الجنسين وتأثير الجينات ودلالات السلوك العدواني.

أكمل القراءة

من المهم جدًا أن نتعلم تحليل الشخصيات ولو بدرجة قليلة، فهذا حتمًا يساعدنا في تحديد الشكل العام للشخص الذي نتعامل معه، هل هو يشبهنا؟ هل يمكننا أن نتواصل بشكل مريح؟، غير ذلك، يفيد تحليل الشخصية في نجاح الأعمال المختلفة، مثلًا، لنفترض أنّك مسوّق مبيعات، فإذا كان بإمكانك فهم شخصية الزبون من خلال التواصل معه لمدة 5 دقائق، هذا سيساعدك في تسريع عملية إقناعه في الشراء، أو ربما يكون من الأشخاص الذين لا يمكن إقناعهم، فببساطة، توفّر الوقت ولا تتعب نفسك معه.

إذن، بعد كل ذلك، أعتقد أنه حان وقت الجواب، كيف نتعلم تحليل الشخصيات؟ لعلّ أسهل وأسرع طريقة لتحلل شخصية فرد أمامك هي تعلّم قراءة لغة جسده. لغة الجسد هي الطريقة التي يتعامل بها بعض الناس مع غيرهم، بحيث ينظرون إلى الإشارات الدقيقة التي يرسلها الأشخاص إليهم بطريقة غير لفظية، أي كَمَن يريد التعبير عما في خاطره ولكنه لا يستطيع أو لا يريد البوح به، لذا يمكن للشخص المقابل – إذا كان قادرًا على قراءة لغة الجسد – أن يفهم ما يريد الآخر قوله أو فعله دون أن يتلفظ ببنت شفة. لذا يمكن الاعتماد على لغة الجسد لفهم طبيعة الشخص.

كيف اتعلم تحليل الشخصيات

لمعرفة كيفية قراءة لغة الجسد، يمكن تقسيم الجسد بدايةً إلى عدة أجزاء:

  • تعابير الوجه: الجزء الأساسي لفهم لغة الجسد، فكلّنا ينجذب بشكل رئيس إلى الوجه لمراقبته أثناء اللحظات الحاسمة في أي موضوع. اكتشف الباحث الدكتور بول إيكمان (Dr. Paul Ekman) سبع إيماءات وجه دقيقة عالمية مميزة، يقوم بها كل إنسان عند الشعور بعواطف شديدة، مثلًا، يمكن أن يكون سلوك العين معبرًا جدًا، إذا كنت تنظر إلى عين شخص ما وهو يحادثك، انتبه ما إذا كان ينظر بشكل مباشر في عينك أم ينظر بعيدًا، ربما يوحي عدم الاتصال المباشر بالعين إلى الملل أو عدم الاهتمام، البعض يبقي عينيه إلى الأسفل ربما للإيحاء بأنك أثرت عصبيته، أو بسبب استسلامه في الموضوع الذي يناقش به، هناك إيحاءات كثيرة تخبرنا بها العينان.

  • حركات الجسم: أو يسمى بمصطلح بروكسيميات الجسم (Body Proxemics)، ويشير المصطلح إلى كيفية تحريك أجسامنا بدون وعي منا، يعني ذلك أن الشخص المقابل المهتم بمعرفة وتحليل شخصيتك، قد ينتبه إلى حركات جسمك من عدة نواحي: هل تشير إلى شيء ما وأنت تتحدث؟ هل تميل نحوه أو تبتعد عنه؟ هل تشبك يديك ببعضهما عند التكلم بموضوع حساس؟ وغيرها الكثير من الحركات التي تخبرنا بالتفضيلات والعصبية، والتي تعتبر إشارات لغة الجسد الآلية. هل تغرز يدك في شعرك باستمرار عند ذكر موضوع معين؟ ربما يلاحظ الآخر أنك تفعل ذلك عندما تكذب! أو ربما تلعب النساء بشكل خاص بخصلات شعرهن عندما يريدنّ إثارة الرجل وجعله متمسكًا بهن، وأحيانًا بسبب الخجل.

  • طريقة تزيّننا او طريقة التجمّل: الملابس التي نرتديها، والحُلي والنظارات الشمسية، والساعة خاصتنا وحتى تسريحة شعرنا، كلها تخبر الآخر عن لغة جسدنا.

هناك أيضًا عدد من الأخطاء الشائعة التي نرتكبها عند قراءة الأشخاص الآخرين، والتي تجعل قراءتنا خاطئة أو ربما غير دقيقة:

  • عدم الانتباه إلى طبيعتنا الانحيازية: ربما بدون وعي، إذا كنت بالفعل تحب أو تكره شخص ما، فسيؤثر ذلك تلقائيًا على قراءتك له، غير ذلك، إذا كانت شخصية هذا الشخص مشابهة لشخصيتك بطريقة ما، فربما يكون جذابًا بالنسبة لك في البداية، على الرغم من أنك قد لا تحبه فيما بعد، ولكن ذلك حُكم العقل اللاوعي.

  • عدم معرفة الوجهة الأساسية لتصرفات الأشخاص: إذا كان الشخص الذي أمامك متقلّب التصرفات، فسيكون من الصعب تحديد هويته الشخصية، مثلًا، ربما يكون في حالة توتر دائم، ويتوقف فجأة عن الحركة.. لذا يجب أن تعرف قبل أن تقرأ مَن أمامك، هل هذه هي الطريقة التي يتصرف بها دائمًا؟؟.

  • تجاهل السياق الذي تمّ فيه التصرّف: مثلًا، ربما نشكّ في تصرفات الشخص أمامنا إذا كان يشبك يديه كثيرًا في بعضهما عند الحديث عن شيء معين، ولكن في حال وجودك مع هذا الشخص في غرفة باردة، أو جلوسه على كرسي بلا ذراعين، هذا سيجعله حتمًا يشبك يديه في بعضهما، وهذا لا يعني أي شيء، هنا قد تُخطئ أنت في الحكم.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "كيف اتعلم تحليل الشخصيات"؟