كيف اتاكد من البهاق وأميزه عن غيره من الأمراض الجلدية التي تشبهه
يتشابه البهاق مع العديد من الأمراض الجلدية الأخرى، فكيف اتاكد من البهاق؟ وكيف اميّزه عن غيره من الأمراض الجلدية؟
البهاق هو اضطراب تصبغي شائع في خلايا الجلد المنتجة للتصبغات التي تفقد أو تتلف. ويتظاهر المرض على شكل بقع بيضاء منتشرة في جزء واحد من الجسم أو على امتداده. ويظهر في أي منطقة من الجسم، ولكن ظهوره الأساسي يتركز في الوجه والرقبة واليدين وطيات الجلد، ويمكن أن يظهر على شكل بقع في فروة الرأس.
حتى وقتنا الحالي لم يعرف سبب الإصابة بالبهاق، ولكن ترجع معظم الدراسات إلى أن الإصابة ناتجة عن حالة مناعية ذاتية يقوم فيها الجسم بمهاجمة الخلايا الصباغية عن طريق الخطأ. كما يرتبط البهاق بالوراثة فالابن لأبوين مصابين أكثر عرضة للإصابة بمرض البهاق من غيره. كما يمكن أن يرتبط البهاق بأمراض أخرى كالخلل في عمل الغدة الدرقية.
يمتاز البهاق بأنه لايسبب آلامًا للمصاب به، ولاينتج عنه أي انعكاسات مرضية، فهو لايسبب أي إزعاج للجلد كالجفاف، ولكن أحيانًا تكون البقع البيضاء مثيرة للحكة و يمكن أن تترافق الإصابة بالبهاق بتداعيات نفسية.
تظهر الإصابة بالبهاق عند المصاب على شكل بقع شاحبة على الجلد تتحول مع الوقت إلى بقع بيضاء تمامًا. ويمكن أن يتركز اللون الأبيض في منتصف البقعة مع حواف شاحبة، وفي حال وجود أوعية دموية تحت الجلد المصاب فإن لونه يميل إلى الوردي.
يعتمد تشخيص البهاق على مجموعة من الإجراءات والفحوصات الجسدية التي يقوم بها الطبيب، كما يعمد الطبيب للحصول على مجموعة من المعلومات المريض حول إصابته وأهمها:
- وجود إصابات في العائلة بمرض البهاق.
- إصابة أحد أفراد العائلة بمرض مناعي ذاتي.
- معاناة المصاب من إصابات جلدية سبقت انتشار البقع البيضاء لديه.
- تعرض المريض لأزمة أو شدة نفسية أو أمراض جسدية.
- ظهور الشيب لدى المصاب قبل سن الـ35.
- معاناة المريض من حساسية لأشعة الشمس.
أما الفحوصات الجسدية التي يجب أن تجرى للمريض هي:
- أخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب.
- فحوص للعيون.
- مجموعة اختبارات للدم.
تطبق على مرضى البهاق العديد من العلاجات الهادفة للتخفيف من حدة ظهور المرض ومنها استخدام أدوية كالمراهم والكريمات، أو تكون على شكل عمليات جراحية كترقيع أماكن الجلد المصاب أو عمل وشوم على الأماكن الحاوية على البقع.
ينصح مرضى البهاق باستخدام الواقيات الشمسية وكريمات التجميل لتخفيف حدة ظهورها. ويجب تقديم الدعم النفسي للمريض لتزداد قدرته على التعايش مع الإصابة بالبهاق.
يوجد عدة أمراض جلدية قد تسبب ظهور بقع بيضاء اللون على الجلد منها المهاق (البرص)، والصدفية، والسعفة المبرقشة، ويتم تمييزها عن مرض البهاق من خلال:
- القصة المرضية التي يأخذها الطبيب: حيث يسأل الطبيب عن البقع البيضاء متى ظهرت لأول مرة، فعلى سبيل المثال: يخطئ الكثيرون في التفريق بين المهاق والبهاق، فالمهاق يولد الطفل وهو مصاب به، أما في البهاق يكون الشخص طبيعي بعد الولادة، ومن ثم قد يصاب بالمرض في أي مرحلة من حياته خصوصًا في عمر 20-30 سنة.
- المظهر السريري والأعراض: ما يميز الصدفية عن البهاق أنها ذو مظهر قشري، وتترافق مع شعور بالحكة والجفاف الجلد المصاب، وقد تنزف أحيانًا.
أما السعفة المبرقشة، وهي إصابة فطرية سطحية فتكون متعددة الألوان، وتظهر على الجلد الداكن بلون أبيض قد يميل للاصفرار قليلًا، وعلى الجلد الفاتح تكون بشكل بقع غامقة اللون:
- الفحص السريري: قد يستخدم الطبيب أداة تسلط الضوء فوق البنفسجي، للتمييز بين فقدان الصبغة بشكل كامل نتيجة البهاق مقابل انخفاض اللون والذي قد يكون علامة على وجود طفح التهابي.
- أخذ خزعة صغيرة من الجلد المصاب: ستظهر ما إذا كانت الخلايا الصباغية موجودة، فقد يؤكد نقص الخلايا الصباغية تشخيص البهاق.
كما سيطلب بعض الأطباء إجراء فحوصات دموية لمعرفة ما إذا كان البهاق مرتبطًا بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول، أو حالات طبية أخرى مثل الخلل في وظيفة الغدة الدرقية.
رغم أن مرض البهاق ليس من الأمراض المعدية ولا يؤثر على الصحة الجسدية للإنسان،إلا أنه قد يؤثر على الصحة النفسية للمريض، فالبقع البيضاء التي تظهر على الجلد نتيجة تلف الخلايا الصباغية التي تعطي الجلد لونه، وغالباً ما تُسبب الحرج أو ضعف الثقة بالنفس والرغبة بالعزلة والبعد عن المجتمع.
من الممكن أن تتشابه أعراض البهاق مع أعراض العديد من الأمراض الجلدية الأخرى، كما هي الحال مع مرض الجذام، حيث يظهر على المريض بقع بيضاء على الجلد تشبه البقع التي يُسببها مرض البهاق، إلا أن الاختلاف كبير جداً بين الجذام والبهاق.
فالجذام مرض معدٍ يحدث نتيجة الإصابة بنوع من البكتيريا، أما البهاق فهو غير معدٍ ويحدث إما بسبب عوامل مناعية داخلية أو عوامل وراثية وقد يحدث نتيجة خلل في وظائف الغدة الدرقية…
يبدأ البهاق ببقع شاحبة على الجلد تتحول مع الوقت إلى اللون الأبيض وقد تكون وردية إذا كان تحتها أوعية دموية ويرافق ظهورها تهيج بالجلد.
وللتأكد من ان هذه البقع هي بسب البهاق وليست بسبب مرض آخر يجب أن نلجأ إلى الطبيب الذي يُجري بعض الفحوصات الطبية ليتأكد من ماهية المرض ويستفسر عن التاريح الطبي للمريض وعائلته ويسأل عن:
- إذا ما كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بالبهاق.
- معاناة أحد أفراد العائلة من أمراض مناعية.
- وجود مشاكل جلدية سابقة أو حساسية من الشمس.
- تعرض المريض لضغوطات نفسية.
ثم يقوم بإجراء بعض التحاليل المخبرية وربما يأخذ عينة من الجلد المصاب للتأكد أن المرض هو بهاق وليس مرض جلدي أخر.
وبالرغم من صعوبة علاجه إلا أن استخدام العلاج الصحيح من الممكن أن يخفف آثار البقع عن الجلد.