اين تقع مدينة كنعان
سكن الكنعانيوّن في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في سوريا ولبنان، ولحد الآن يُطلق على مناطق استيطان الكنعانيوّن اسم مدينة كنعان أو أراضي كنعان، فأين تتواجد هذه الأراضي؟
الكنعانيون هم أقوامٌ قديمون سكنوا مناطق فلسطين حاليًا بالإضافة للسواحل المجاورة لها في لبنان وسوريا والأردن.
ورد ذكر الكنعانيين في الانجيل بشكلٍ كبير، بالإضافة إلى المخطوطات والنقوش التي تعود لحضارات مصر وبلاد ما بين النهرين، فبحسب الانجيل يشير مصطلح أرض كنعان إلى الأرض المقدسة التي وعد بها الله إبراهيم وقومه، كما يشير المصطلح إلى الأرض التي تحمل الحرية للشعوب التي تعيش حالةً من القمع في بلدانها الأصلية، إذ يستند هذا التشبيه إلى رحلة موسى من القمع الذي كان يعيشه في مصر إلى أرض كنعان الموعودة، أرض التحرر.
يعود أول ذكر للمنطقة التي تحولت في وقت لاحقٍ إلى أرض كنعان إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، في مخطوطات شعوب بلاد ما بين النهرين.
أما مصطلح كنعان والكنعانيين فيعود ظهوره إلى العصر الخامس عشر قبل الميلاد ضمن نقوش الحضارات المجاورة المصرية، والفينيقية، والمسمارية.
وصلت بعض الشعوب السامية إلى أرض كنعان في بدايات العصر البرونزي، حيث أصبح العموريون وهم أحد الشعوب السامية التي وصلت للمنطقة من الشمال الشرقي القوة المهيمنة في أرض كنعان، كما تعاقبت العديد من الشعوب على المنطقة في وقتٍ لاحق، حيث وصلها الحوريون من الشمال، والمصريون والهكسوس من الجنوب.
حيث تمكن المصريون في نهاية العصر البرونزي من السيطرة على مناطق شاسعة من أرض كنعان عبر اتباع نظام المدن التابعة، إلا أن هذه المدن لم تسلم من هجمات الحثيين الذين تمكنوا في كثير من المرات من السيطرة على مدن ضمن أرض كنعان.
كنعان هو اسم دولة قديمة كبيرة ومزدهرة (مستقلة في بعض الأحيان وتابعة لمصر في بعض الأحيان)، تقع في منطقة المشرق في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. كانت تعرف أيضاً باسم “فينيقيا”، ويعود أصل إطلاق اسم “كنعان” على الأرض إلى نصوص قديمة مختلفة (من بينها الكتاب المقدس)، ولا يوجد إجماع علمي على وجه التحديد من حيث منشأ الاسم أو معناه، لكن بحسب الكتاب المقدّس فقد سمّيت الأرض باسم رجل يدعى كنعان وهو حفيد نوح عليه السلام.
تستشهد نظريات أخرى بـ “كنعان” كما مشتق من اللغة الحوريّة لـ “أرجواني”، وكما أطلق الإغريق على الكنعانيين اسم “الفينيقيين”، وعمل الفينيقيون في الصباغ الأرجواني، لذلك أطلق عليهم الإغريق “العرق الأرجواني”، هذا التفسير هو الأكثر احتمالاً. وقدّمت النظريّة أيضاً بأنّ الاسم يأتي من الفعل العبراني الكاني الذي يشير إلى النظام من الفوضى أو المزج أو الوجود المتزامن.
يظهر اسم “كنعان” في العديد من النصوص القديمة من مصر إلى بلاد ما بين النهرين، وفي النّصوص المصريّة فيبدو أنّ كنعان قد استخدم كتسمية لمقاطعة آسيا الآسيوية. وفي الكتاب المقدّس يمكن أن يشير كنعان إلى فلسطين كلها غرب الأردن، الميراث المثالي للعبرانيّين، ولكن يمكن أن تشير أيضًا إلى مناطق أكثر تقييداً، خاصّة الساحل الفلسطيني. بالمقابل يشير الكتاب المقدّس أحياناً إلى جميع السّكان الأصليين لفلسطين على أنّهم الكنعانيون.
كان أقرب سكن في المنطقة حول مدينة أريحا في العصر الحجري القديم، ثم تطوّر هذا المجتمع الريفي المبكر إلى المدينة التي تعد أقدم مركز حضري في المنطقة (ويمكن القول في العالم). تطوّرت مدن أخرى خلال العصر البرونزيّ المبكّر ولكن تمّ التّخلي عنها بسبب الاكتظاظ السكاني، وعاد الناس إلى نمط حياة زراعي لعدد من السنوات.
نمت المدن مرّة أخرى خلال العصر البرونزي الوسيط الذي شهد تطوّر التجارة مع الحضارات الأخرى، وعلى الأخص مصر. واستمر كنعان (المشار إليه أيضًا باسم فينيقيا في هذا الوقت) في الازدهار حتى انهيار العصر البرونزي، تنسب كتب الكتاب المقدس عن يشوع، وأرقام تدمير كنعان للجنرال العبري جوشوا وغزوه، لكن هذا الادعاء قد طعن فيه علماء العصر الحديث.
قديمًا كان مصطلح كنعان يطلق على المنطقة التي تمثل فلسطين إضافةً لأراضي من لبنان وسوريا والأردن، ورد اسم الكنعايين في الكتاب المقدس وفي نصوص بلاد مصر القديمة، وذُكرَ في الكتاب المقدس أنّ الأرض الموعودة هي أرضُ كنعان التي أعطاعا الله لإبراهيم ومَن بعدهُ.
يعود أصل أرض كنعان إلى العصر الحجري القديم حيث كانت تحوي مجتمعًا زراعيًّا مستقرًا في أريحا منذ 8000 قبل الميلاد، ومن المُعتقد أن الشعوب التي ظهرت في كنعات خلال بداية العصر البرونزي هي التي بدأت بالكتابة في عام 2000 قبل الميلاد، وأصبح العموريون هم المسيطرين على مدينة كنعان نتيجة احتلالهم للمدينة من الشمال الشرقي ثمّ تبعهم غزاة آخرون من المصريين والهكسوس الذين قدموا من آسيا.
بعد ذلك أتى الحوريون إلى كنعان من الأراضي الشمالية وقد مرّت مدينة كنعان في فترةٍ من العصر البرونزي كانت فيها تحت سيطرة المصريين وانتشر في تلك الفترة اللصوص الذي قاموا بغارات السرقة أشهرهم هابيرو، ومع بداية العصر الحديدي حوالي 1250 قبل الميلاد انتهت فترة سيطرة المصريين على كنعان نتيجة دخول الإسرائيليين إليها واستقرارهم في بلد التل جنوبًا وبمرور الوقت سيطر الإسرائيليون على القدس ليضعوا مدينة كنعان تحت حكمهم، وتشير النصوص المصريّة القديمة إلى أنّ كنعان كانت مدينةً مصريّةً، أما حدود كنعان في الكتاب المقدس العبري فهو:
- من الغرب البحر الأبيض المتوسط.
- من الشمال بالقرب من حماة في سوريا.
- ومن الشرق وادي الأردن.
- ومن الجنوب خطٌ يمتدُّ من البحر الميت إلى غزة.
وكانت كنعان تستخدم اللغة الكنعانية وهي مجموعة من اللغات السامية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمنطقة كالعبريّة جنوبًا والأوغاريتيّة شمالًا، وكانت موطنًا للثقافات المتميزة كالفن والأدب اللذان شكلا مزيجًا من عناصر مصرية وحوريّة.
أطلِقت تسمية أرض كنعان على المنطقة الواقعة بالقرب من الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى الأراضي الساحلية المجاورة وأجزاء من لبنان وسوريا والأردن. وقد ورد ذكر الكنعانيين في الكتاب المقدس، وكذلك في نصوص بلاد ما بين النهرين والنصوص المصرية القديمة.
معلومات عن أرض كنعان
- بحسب الكتاب المقدس، فإن أرض كنعان هي “أرض الميعاد” التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لسيدنا ابراهيم ونسله.
- ظهر مصطلح كنعان وكنعاني لأول مرة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في النقوش المسمارية والفينيقية والمصرية.
- ورد أول ذكر للمنطقة التي سميت لاحقًا بمدينة كنعان في وثيقة من القرن الثامن عشر قبل الميلاد وجدت تحت أنقاض مدينة ماري، وهي مدينة أثرية تعود لحضارة السومريين في سوريا، تدل هذه الوثيقة على أن كنعان في ذلك الوقت كانت تشكل كيانًا سياسيًا متميزًا، وبعد زمن قصير، قام المُشرّع العظيم حمورابي أول ملوك دولة بابل الموحدة، بتوسيع النفوذ البابلي على كنعان وسوريا.
- تعود تسمية كنعان بهذا الاسم لـ (كنعان) ابن حام وحفيد سيدنا نوح عليه السلام، وذلك حسب ماورد في الكتاب المقدس.
- تشير بعض النصوص المصرية القديمة إلى كنعان كمقاطعة مصرية، وقد بيّن الكتاب المقدس حدودها على الشكل التالي: من الغرب البحر المتوسط، من الشمال بالقرب من حماة في سوريا ومن الشرق وادي الأردن، ومن الجنوب خط يمتد من البحر الميت إلى ما حول غزة.
